حسين السنونة – الدمام

مثقفون يؤكدون ضرورة فتح المجال للإعلاميات والمثقفات السعوديات

أكد عدد من المثقفين ضرورة فتح المجال للمثقفات والإعلاميات السعوديات للمساهمة في صنع الحراك الثقافي في المملكة داخليًا وتمثيلها خارجياً.وأوضحوا أن المثقفة والإعلامية السعودية قادرة على تقديم الإبداع في الوسط الثقافي، عندما تتاح لها الفرصة.وتمنوا أن ما حدث مؤخراً، من ظهور مقالات حول سيطرة الإعلامية والشاعرة ميسون أبو بكر في المحطة الثقافية أو المشاركة الداخلية والخارجية في الفعاليات الثقافية، ألا يدخل في نطاق الأمور الشخصية، وأن يكون الهدف خدمة للساحة الثقافية، معتقدين أن الساحة متسعة للجميع.ويقول الإعلامي علي البلوي: «التعليق على ظاهرة إعلامية وثقافية هي محل جدال ونقاش ليس بالأمر الشخصي بالطبع، فكما يتناول التعليق مقدم البرنامج يطال أيضًا مضمونه وتنوعه أو افتقاره للجديد، وبالتالي فإن ما طرحته د. لمياء باعشن ليس أمرًا شخصيًا، وإنما ما دعا إليه هو أمران ظاهران للعيان: الأول هو الحضور الطاغي للزميلة ميسون أبو بكر في البرامج الثقافية والأيام الثقافية وفي المؤتمرات والملتقيات لدرجة تمثيلها المثقفات السعوديات كما تقول وكما ورد في مقالة باعشن، وهذا الأمر بالطبع يثير الآخرين من الإعلاميات والمثقفات ضمن تساؤل: هو على أي أساس يجري تمثيلهن؟، والأمر الثاني هو الغياب الطاغي للإعلاميات السعوديات في الجانب الثقافي وتمثيلهن للثقافة السعودية، وهذا يحتاج الى إجابة واضحة من قبلهن ومن الوزارة (الثقافة والإعلام)».وعن استطاعة المثقفة السعودية السفر وحضور المناسبات البعيدة والقريبة، يضيف الإعلامي البلوي: «علينا ألا نكون كائنات تبريرية وأن نستعجل الجواب قبل أن نطرح الأسئلة لهذا الغياب: هل باستطاعتها الحضور أو لا؟ لنقل نعم تستطيع الإعلامية السعودية أن تكون فاعلة وحاضرة للمناسبات الثقافية الرسمية، التي تأتي بالتعاون ووزارة الثقافة، وأن تكون ضمن مجموعة من زملاء المهنة ممن يعدون البرامج في أجواء واضحة، وإن كانت ثمة عوائق يمكن تجاوزها وتدبرها، فهذا ليس سببًا رئيسًا في الغياب وإن كان مبررًا جميلاً».ويذكر أن «الحراك الثقافي يفرض نفسه ولا يغطى بغربال، والموضوع باعتقادي ليس قضية شخصية، إنما الموضوع في الأصل هو الحضور والتمثيل والغياب، وما قالته د. لمياء باعشن هو دعوة من المثقفات السعوديات برغبتهن في الحضور والتمثيل». موضحاً أننا «لا نعلم ما يجري داخل أروقة الوزارة والمحطات الفضائية، لأن هناك أسسًا ومعايير مهنية يجب توافرها في مقدم البرامج مثل الثقافة والاطلاع والعلاقات الواسعة والقدرة على السفر وتحمل ضغوطات العمل والحوافز وغيرها، وكلها أمور يقبل بها البعض ولا يقبل بها آخرون». مختتماً حديثه بأنه يعتقد «أن هذا ليس عيبا في المثقفة والإعلامية السعودية، المطلوب أن تحظى بنفس التسوية من الدعم».ويقول الناقد والقاص أحمد عسيري: «تعودنا في السابق على محاورات ومساجلات أدبية وثقافية وحتى مهنية، خاصة فيما يتعلق بالمهنة أو المجالات المشتركة، واقتصر ذلك على الرجال على حد علمي إلا فيما ندر، ومن منطلق التباين في الآراء فإن كل طرف يحظى بتأييد ممن يرون فيه الصواب سواء بالحجة أو الدليل، وهذا في مجمله يقع ضمن المسار الصحيح، بل ويشكل فائدة في النهاية وفق الشواهد بإقرار حقيقة قائمة أو تفنيد فكرة وليدة، وبطبيعة الحال إن كل ذلك من المفترض أن يكون في إطار من المنطق والعقلانية بعيدًا عن المساس بالأشخاص صراحة أو ضمنًا، ولا يتعدى موضوع الشيء محل الاختلاف».ويضيف: «لكن اللافت في ما نشهده حاليًا وفي الجانب الآخر (النسائي) أنه يتجاوز ما هو متوقع مثل الاستهداف الشخصي والمهني، والتشكيك في القدرات، ومحاولة الإقصاء عبر التشهير، وتأليب الآخرين واستمالتهم بشتى الوسائل، عبر البعد المكاني والعلائقي والخبراتي».ويرى عسيري أن «توظيف الخبرة أمر ضروري، وعلى الأقل لفترة مقبلة تتوقف على مدى الاستيعاب المحلي للمهنية»، موضحاً أن «العمل الإعلامي الثقافي متجدد ولا ينتهي عند درجة خبرة معينة، بل هو كم متواصل معتمدًا على التأسيس بداية، وما تلا ذلك فهو تطوير متواصل يتواكب مع المستجد من المتغيرات الأخرى المحيطة».ويذكر أن «هناك اعتبارات تفرضها ثقافة مجتمعية سائدة على كافة الأطراف يجب الإلمام بها، كمحددة لأوجه التعامل، والنظر إلى التكامل كضرورة، وأن النجاح دائمًا مرافق لروح الفريق، أما المنجز الشخصي، وإن توافق مع ظرف ما، فلا شك أنه زائل بزوال هذا الظرف، وفي النهاية يجب الإيمان دائمًا بأن التعاون هو مطلب للجميع».من جانبها تقول الشاعرة نادية الفواز: «ميسون أبو بكر وحليمة مظفر شاعرتان وإعلاميتان قديرتان كل واحدة منهما قادرة على صنع المفارقات الإبداعية الجميلة في الوسط الثقافي وليس من مصلحة المشهد الثقافي ولا الأدبي أن تتسع فجوة الخلاف أو أن يأخذ الموضوع إطاراً أكبر من كونه اختلافًا بسيطًا». وتضيف الفواز إنها «على ثقة ويقين مطلق أنهما تمتلكان من الوعي والرقي ما يكفي لتجاوز هذه المرحلة بسلام وانقضاء هذه السحابة الصيفية العابرة».وتقول «إنني من هنا من منبر اليوم الثقافي أوجه ندائي إلى صديقتي الجميلتين بأن تطويا هذه الصفحة وأن تفتحا صفحة جديدة بيضاء كبياض قلبيهما وروحيهما». داعية «الإعلام بكل مساحاته وقنواته المقروءة والمرئية أن يعمل على تقريب الآراء».وتختتم الفواز حديثها بقولها: «قرأت ما ورد على لسان المبدعة لمياء باعشن في الجزيرة الثقافية وفي كل ذلك لدي وجهة نظر واحدة تجاهنا نحن الإعلاميين في أن نتحاور وأن يكون بيننا حوار تشاوري في كل ما يخدم الإعلام في المملكة ويثري جوانبه، والذي يجب أن يكون هدفنا جميعًا لأننا نسير في موكب واحد يصل إلى نقطة مضيئة في الإعلام السعودي».