عبدالعزيز إبراهيم ـ الخبر

مكتبة الخبر تائهة في الزحام والمشاكل تراكمت عليها

القراءة والاطلاع والإبحار فى الثقافات المختلفة وشغل وقت الفراغ بفوائد عديدة كلها مرادفات لتلك الهواية التي ربما يهرول إليها كثيرون، ولذلك لم يكن غريبًا أن تصدر المكتبة العامة لليونسكو بياناً قالت فيه إن للمكتبة العامة تأثيراً على المجتمع من خلال تحفيز التخيل وتكوين عادات القراءة لدى الإنسان إضافة إلى المساهمة في برامج محو الأمية والتشجيع على الإبداع وحوار الثقافات ومعرفة التراث الثقافي بين الدول، لكن هل وصلت المكتبات العامة فى المنطقة الشرقية إلى درجة تؤهلها لتكون مكانًا لجذب عشاق القراءة والباحثين عن المعرفة؟. وهل قام المسئولون بتدعيمها بالوسائل التي تشجع القراء فى مختلف الأعمار؟ علامات استفهام لا تزال تبحث عن إجابات شافية فى ظل اتهامات المواطنين للمسئولين بالإهمال وعدم الاهتمام بالمكتبات، مما يتطلب البحث عن حلول حتى يجد القراء في هذه المكتبات ضالتهم التي يبحثون عنها. مشاكل عديدة اجتمعت في مكتبة الخبر العديد من المشاكل التى تجعلها غير قادرة على الاطلاق على تحقيق رسالتها لجذب القراء ولم يتوافر بالمكتبة الحد الادنى الذى يساعد على توفير بيئة طبيعية تجعل القراء يفكرون فى التوجه اليها وكانت النتيجة المؤسفة هى خلو المكتبة من القراء.أما اسباب هذا الهروب من المكتبة فيأتي على رأسها وجود نفس الكتب التى يشاهدها القراء منذ سنوات وغياب أجهزة الكمبيوتر وتعطل المكيفات وسوء الخدمات فدورات المياه بحالة سيئة جدا وعدم صيانة المبنى القديم لدرجة سقوط بعض أجزائه وظهور التشققات فى العديد من الاماكن، كما فوجئ المترددون على المكتبة بعدم استغلال العديد من القاعات بها فى العديد من الانشطة التي تفيد مرتاديها والقراء. مجهودات فردية ويحاول العاملون بمكتبة الخبر القيام بمجهودات فردية لتنظيم وترتيب المكتبة وتذليل العقبات التي تواجههم في سبيل اظهار المكتبة بالشكل المقبول نظرا لقلة الدعم للمكتبة ونقص الامكانيات واستعانوا في ذلك ببعض التبرعات التي ترد اليهم من رجال الاعمال في المنطقة وبعض الموارد المالية القليلة الا انهم يؤكدون أن قلة الدعم للمكتبة عقبة كبيرة تواجه طموحات القراء واشاروا الى أن أجهزة الكمبيوتر قديمة ولا تخدم اغراض المكتبة والمكيفات متعطلة في معظم اجزاء المكتبة وبعض الطابعات تحتاج الى أحبار يتم دفع قيمتها احيانا من جيوبهم والكتب التي ترد الى المكتبة قليلة لا تتجاوز من ثلاثة الى عشرة كتب فقط سنويا واحيانا تتوقف وتأتي بعد فترة دفعة واحدة.وقال العاملون بالمكتبة إن المكتبة ثرية بالكتب القديمة والتي يصل عدد الكتب بها الى 42 ألف كتاب. أما الكتب الحديثة فهى قليلة مقارنة بالقديمة وتصل العضوية في المكتبة الى 1015 عضوا نادرا ما يترددون على المكتبة وقد تمر ساعات ولا تجد من يبحث بالمراجع داخل المكتبة ويتساءل المترددون على المكتبة .. متى يتم الاهتمام بالمكتبة حتى تجذبهم اليها؟ ما الانشطة التى يجب تفعيلها داخل المكتبة ومتى سيتم تحديث الكتب؟. صيانة المبنى ويقول العاملون بمكتبة الخبر : إنهم قد رفعوا خطابات عديدة من اجل صيانة المبنى ولكن لم يتم التجاوب مع خطاباتهم وعند شكواهم من تعطل التكييف في المكتبة وهو الجزء البسيط في المبنى الضخم الذي لم يستغل جيدا تم تركيب تكييف فقط في المكتبة وبقية اجزاء المبنى بدون تكييف.قراءة الصحف ويقول محمود مسعود انه من المترددين على المكتبة فقط لقراءة الصحف والمجلات التي تصل الى المكتبة يوميا وهذه هي الفائدة التى يراها فقط من وجهة نظره فى المكتبة ويضيف : إن المبنى لم يستغل استغلالا جيدا حيث تمت الاستفادة فقط بما يقرب من 10 بالمائة من المساحة، حيث ان القاعات فارغة لم تستغل واستغرب من عدم استغلال مثل هذه القاعات وصيانتها وتنظيم الدورات والندوات والمحاضرات للدوائر الحكومية والشركات وتأجيرها باسعار منافسة بدلا من لجوء بعض هذه الدوائر الحكومية والشركات الى الفنادق والصالات التي تكلف كثيرا ويضيف مسعود ان الكتب في المكتبة لا تفيد الاكاديميين فهي تعتمد على معلومات قديمة وهناك مكتبات حديثة يستغني الباحثون والقراء بها عن هذه المكتبة مثل مكتبة الملك فهد فهى تزود القراء بمعلومات حديثة واساليب مختلفة. استغلال المبنى ويذكر غسان مصطفى ان المبنى يحتاج الى ترميم كامل كما يحتاج الى مزيد من الاهتمام وتزويد المكتبة بأجهزة كمبيوتر تقوم بالبحث عن الكتب في داخل المكتبة ولا يحتاج القارئ الى التردد على امين المكتبة لسؤاله عن طلبه كما تمكن هذه الاجهزة من الاطلاع على ما هو جديد في الكتب من خلال شبكات الانترنت فالاجهزة في المكتبة قديمة ونادرا من تجد من يتعامل معها. كما يمكن ان يتم ترتيب مكتبة خاصة بالطفل تدعمه بالمعلومات التى تفيده وتنمي مهاراته على أن يتم تحديثها باجهزة ووسائل جديدة، وطالب غسان مصطفى باستغلال القاعات في ادوار المبنى الفارغة بعمل دورات وندوات ومعارض مع شركات طباعة الكتب واعلانات في الشوارع والمجمعات بوجود مثل هذه المعارض واشراك الجمعيات الخيرية والنسوية.تحديث المكتبة ويقول عبدالله رضوان انه كان في السابق يتردد على المكتبة عندما كانت المكتبة تتبع لادارة التعليم وكان دورها مشاركة المدارس في البحث بداخل المكتبة الا انه يؤكد أن المكتبة تحتاج الى المزيد من الاهتمام واعادة الصيانة والترميم وتحديث الكتب. شراء الكتب ويكمل عبدالله الدوسري "طالب" انه يتردد على مكتبة الخبر لاعداد بحوث مختلفة في جوانب متعددة، كما يتردد احيانا على المكتبة لاخذ بعض المراجع التي يحتاجها في بحوثه الا ان المعلومات في المراجع قديمة جدا وهو يضطر للتوجه الى أماكن أخرى للحصول على كافة المعلومات التى يحتاجها فضلا عن لجوئه الى المكتبات الخارجية لشراء الكتب من بعض المكتبات الخارجية.زيارات طلابية ويذكر عبدالله الرهيب انه لا توجد هناك جداول للقيام بالزيارات للمكتبة من طلاب المدارس وهناك ندرة في زيارات طلاب المدارس للمكتبة والسبب قلة امكانيات المكتبة وعدم رغبة المدارس في عمل هذه الزيارات.الانارة ضعيفة ويضيف على العباد ان مكتبة الخبر تنقصها بعض الكتب في جوانب وتخصصات مختلفة والانارة بالمكتبة ضعيفة ويجب الاهتمام بالانارة حتى يتكمن القراء من القراءة.دورات المياهويقول ابراهيم العبدالله ان المبنى قد يصل عمره الى 40 عاما ويحتاج الى الصيانة والتجديد فدورات المياه قديمة وتحتاج الى الطلاء والتجديد والاعشاب والاشجار الخارجية تحتاج الى تنظيمها وتقليمها والاهتمام بها والاسوار الخارجية قديمة ومتهالكة والفناء يتطلب اعادة تبليطه والدور النسائي في المكتبة مفقود ولا يوجد هناك اماكن مخصصة لهن للبحث والاطلاع.
التشققات تظهر فى سقف المبنى
صحف المكتبة لم تجد مكانا سوى الارض