صحيفة اليوم

فتاة تهدد بقتل نفسها بالسكين وطفل يتعرى أمام الآخرين بلامبالاة

السؤال: أرجو أن تدلوني على كيفية تربية ابنتي تربية يرضاها رب العالمين؛ فأنا لا أريد أن أفشل في ذلك.. وجزاكم الله خيراً...الجواب: عموما إن التربية في مجملها تنقسم إلى عدة نواح، فهناك التربية العقلية، والتربية الاجتماعية الانفعالية، والدينية،  والجسمية أيضا، وذلك باعتبار أن الإنسان كائن مركب من التركيبات السالفة الذكر، والتي تتوحد في وحدة واحدة لتنتج لنا ذلك الإنسان المتفرد في طبعه. إذن فعلى المربي أن ينتبه لكل من النواحي السابقة، ويعمل على تنميتها، وهذا يتطلب منه أن يفهم تطورها في كل مرحلة من مراحل نمو الطفل ليعمل على بلوغها أقصى مستوى منحها الله إياه لأن كل إنسان عنده مدى معين لا تتعداه قدراته، فإذا عرف المربي ذلك كفى الطفل مشقة تحميله ما لا يطيق.إن احترام المربي للطفل مسألة كثيرا ما تغيب عن ذهن المربين، فالطفل إنسان يستحق الاحترام وحسن المعاملة وعدم التحقير والاستهزاء به،  كما يستحق التشجيع على ما يقوم به من أعمال حسنة،  ويستحق التأديب الرصين غير المهين عندما يخطئ  تقديم القدوة الحسنة له في جميع مجالات الحياة، فالطفل يتعلم بالقدوة وليس بكثرة النصح والكلام.أرجو أن تتذكري دائماً: - قال عليه الصلاة والسلام: (إن الله رفيق، يحب الرفق في الأمر كله).- كما قال عليه الصلاة والسلام:(من كان له صبي فليتصاب له).- إن الطفل المحروم من الحب والحنان قد يموت(حسب رأي بعض العلماء)وإن لم يمت ينحرف.- إن الطفل إنسان يستحق الاحترام، قال عليه أفضل الصلاة والسلام: (أكرموا أولادكم، وأحسنوا أدبهم).- معرفة  خصائص المرحلة العمرية للطفل تساعدك على تنشئة طفل ذكي مبدع.- إن العقوق بذرة يزرعها الوالدان أنفسهما.- الطفل يتعلم بالقدوة والحب.- الطفل يتعلم بالتشجيع  والمديح على كل عمل حسن يقوم به.- إذا أخطأ الطفل  لا تسخر منه وتحقره، بل حدثه عن سلوكه السيئ الذي قام به، وعاقبه دون أن تجرحه.- إهمال السلوك السيئ أحيانا يؤدي إلى انطفائه.- التدليل هو إساءة معاملة للطفل مثله مثل القسوة في التربية.السؤال: ابنتي في الرابعة من عمرها كلما لم نلب لها طلبًا، أو عاتبناها على خطأ منها، تبدأ بالقول: سأقتل نفسي.. سأضرب نفسي بالسكين.. أريد أن أموت.... أرجو المساعدة فقد بدأ القلق ينتابني.. وجزاكم الله خيراً.الجواب: كل سلوك يعد غير مقبول اجتماعياً أو صحياً يؤدي بالضرر لصاحبه أو لغيره فهو يعتبر سلوكًا شاذًا وعادةً ينتج هذا السلوك إما عن ضغوط نفسية يعاني منها الطفل أو يمر بأزمة بسبب ضغوط مفروضة عليه من قبل والديه أو المربين أو من له علاقة بالطفل، أو بسبب ظروف اجتماعية غير عادية كما يحدث في الانفصال والطلاق، وقد تنتج المشكلة السلوكية بسبب المحاكاة أو التقليد من قبل الطفل للأطفال الآخرين، أو بالتعلم أي من باب الاكتساب من الغير ولكنها في الوقت نفسه مضرة له أو لغيره أيضا مثلاً لو قلد الطفل والده في العصبية أو قلد الأطفال الآخرين في قضم الأظفار أو مص الأصابع وغيرها، فعندها يكون الطفل بأمس الحاجة للعلاج السلوكي أو غيره على حسب المشكلة. بداية ننصح  بمراجعة مصادر المعرفة عند الطفل  وفق المراحل التالية:بتقنين وقت محدد لمشاهدة التلفاز وممارسة الألعاب الإلكترونية بالتدريج، ومراقبة وتغيير أنواع الأفلام والألعاب، ومنع الطفل من المشاهدة قبل النوم بثلاث ساعات على الأقل، وأن يكون آخر ما يشاهده الطفل قبل النوم مشاهد تحتوي على مناظر طبيعية كالماء والخضرة، وحاولي أن تحكي له قصصا تحتوي على قيم إنسانية على فراش النوم، وأبعدي عنه أي أدوات ضارة. فإذا لم يتحسن سلوكه بعد فترة لا تزيد عِن ثلاثة أسابيع عليك بعرضه على أخصائي علاج سلوك الأطفال. والله الموفق.السؤال: لدي ابن في الخامسة من العمر، وقد اكتسب عادة سيئة من أحد الأطفال، وهي أن يخلع أحدهما ملابسه أمام الآخر، وإظهار العورة، فما هي الطرق المثلى لحل هذا التصرف؟ مع أني بينت لابني أن هذه المنطقة يجب أن لا يراها أحد غيره، أرشدوني ماذا أفعل؟الجوابيبدو لي –أختي- أنك لم توضحي خصوصية هذه المنطقة من أجسادهم إلا بعد وقوع هذا الفعل منهما، هنا تذكرتِ أهمية النطق والإفصاح، وأن التربية الصامتة لا تصمد كثيراً ولا تؤمن عدم وقوع مثل هذه الأفعال من أولادنا.الحديث للطفل  والحوار معه يبدأ منذ ولادته، والحديث إليه وقت الرضاعة من أشدها أهمية، ويتنوع بعد ذلك باختلاف مراحل عمره من خلال القصة واللعب وكل وسيلة ممكنة يمكن استغلالها لتوصيل قيمة تربوية يتم ترسيخها في ذهن الطفل. لا بد من تكرار الحديث مع أولادك مع اختلاف الوسائل كما ذكرت، فلا يأخذ الحديث دوماً مجرى الأمر والنهي والتهديد بالعقوبة إن فعل، وإنما القصة مرة، اللعب مرة، الصورة مرة ثالثة، وهكذا حتى يتأكد لديهم خصوصية هذه المنطقة، وأنه لا يجوز بأي حال لأي حد مهما كان أن يطلع عليها، ويستحب إشراك الأب في هذا الأمر إن كان متواجداً، أو من تثقين بهم لمساعدتك في هذا الأمر، وراقبيهم دون أن تفقديه الثقة بنفسه، و إياكِ أن تتهاوني بهذا الأمر.لا بد من التعرف لهذا الطفل، والتعرف إلى أهله، ومحاولة البحث عن الأسباب وراء فعله هذا، وإن أمكنك توجيهه مع أولادك فلكِ الأجر والثواب، أو على الأقل التواصل مع أمه ولفت انتباهها لهذا التصرف من ابنها.السؤال: أشعر أن أهلي يفضِّلون علي أخي الأكبر ويعملون على إسعاده، بينما أنا لا يهتمون بطلب لي أبداً، ولذا فأنا دائماً حزين ومكتئب، فهو قد وصل لأكبر الكليات بسبب التشجيع، بينما أنا فشلت في كل ما نجح فيه هو. وليس ذلك لعيب فيَّ. أرشدوني كيف أوضح لأهلي؟الجواب:وسأجمل الحل في شكل نقاط:1- في حالة الضعف والحاجة يلجأ المرء إلى أقوى من يعرف، ويحاول معرفة صاحب الصلاحيات الأوسع الذي بوسعه تقديم خدمة أكبر، ويوفق أناس إلى التذكر أن أولى من يجب اللجوء إليه هو الله تعالى المصرف لهذا الكون، فهو الذي يقول للشيء كن فيكون، وهو الرحيم بعباده، وهو الذي يفرح بسؤال عبده ولا يضيق به:الله يغضب إن تركت سؤاله وبُنَيُ آدم حين يُسأل يغضبُ فالجأ أخي الفاضل إلى الله تعالى، واسأله أن يصلح أمرك، وأن يسعدك في الدنيا والآخرة، اسأله سؤال موقن بالإجابة، وتحر في ذلك أفضل الأوقات والأحوال، فالله تعالى لا يخيب من رجاه.2- أخي الكريم أرجو أن تضع بين يديك قلما وورقة، وتكتب فيها على الجهة اليمنى حسنات أهلك وفضلهم عليك، ثم إذا انتهيت اكتب ما تراه من تقصيرهم تجاهك، أنا متأكد أنك ستجد أن خيرهم أكثر من تقصيرهم، وأن ما توهمته من ظلم وكره ليس إلا تلبيسا من الشيطان الذي أراد أن يدخل إلى قلبك الحزن والكآبة، ويفرق بينك وبين أهلك وأخيك، وذلك ما يتمنى ويبتغي، فاستعذ بالله منه ومن كيده، واسأله أن يجمع شملكم على أنس وبر وسعادة وحسن عشرة.3- أخي الكريم، ذكرت أنك تشعر أن أهلك يكرهونك ويفضلون أخاك الأكبر...إلخ إن ما ذكرته ليس إلا وساوس شيطانية فلا تدع هذه الوساوس تعشش في رأسك فتسبب لك الأحزان، فمشاعر الأبوة والأمومة لا يمكن أن تصل إلى درجة الكره تجاه الأبناء والبنات، لكن ربما خانت أحدهم العبارة فتلفظ بكلمة الكره بعد تصرف قمتَ به لم يعجبه، وهو في الحقيقة لا يمكن أن يكرهك وإنما كره فعلك، فالمأمول هو أن تسعى في فعل ما يرضاه أهلك مما لا يغضب الله تعالى، وأن تتلطف لهم بالمعاملة، وأن تقرأ في فنون التعامل مع الآخرين، وإياك أن تقول إنه لا يمكنني أن أفهم طبيعتهم وأتوصل إلى ما به أكسب ودهم4- ذكرت أخي المبارك أن أخاك قد وصل لأكبر الكليات بسبب التشجيع، بينما أنت فشلت في كل ما نجح فيه...أنا معك أن فشلك ليس لعيب فيك، ولكنه ناتج من ترسبات الحزن في قلبك، وانشغالك بما اعتقدته من كره أهلك لك، ولذا أقول لك مرة أخرى تخلص من الرؤية السلبية لعلاقتك بأهلك، وابحث عن كل ما من شأنه تأليف القلوب.5- أذكرك بقول الله تعالى: «من عمل صالحا من ذكر أو أنثى فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون»، فأكثر من الطاعات، واحذر الوقوع في كل ما يغضب الله تعالى.