سلطان الطولاني – الدمام

أصحاب المحلات : خسائرنا تجاوزت الـ70 بالمائة ومبيعاتنا لاتغطي نفقاتنا

أدى منع استيراد طيور الزينة بكافة أنواعها إلى المملكة بسبب مرض أنفلونزا الطيور إلى حدوث خسائر كبيرة وصلت إلى 70 بالمائة تكبّدها أصحاب المحلات بالمنطقة الشرقية منذ أكثر من 3 سنوات على التوالي، حيث ضعف نشاطهم في تجارة الطيور كليا، وتراجعت أرباحهم ليتجهوا إلى بيع الأعلاف ومواجهة ارتفاع ونزول أسعارها. وأسهم المنع في دخول بعض طيور الزينة بطرق خاصة من الدول المجاورة المسموح بها استيراد تلك الحيوانات عن طريق تجار جدد استغلوا حاجة السوق بالمنطقة والتي وصلت أسعارها إلى الضعف بـ 4 مرات لتدخل في السوق السوداء التي صنعوها مع بعض التجار وبيعها على المواطنين (هواة الطيور) بأسعار باهظة.ويطالب الهواة والتجار بالمنطقة الشرقية وزارة الزراعة بفتح الاستيراد من جديد وإخضاع الطيور المستوردة للرقابة الشديدة من قبل المحاجر الطبية السعودية بالمنافذ والمطارات قبل دخولها للبلاد وحمايتهم من الاستغلال، إضافة إلى مساواتهم مع تجار دول الخليج الأخرى بإحياء سوق الطيور داخل المملكة. أغلقوا محلاتهمعبدالرحمن الغامدي (أحد أصحاب المحلات الذين خسروا وأغلقوا نشاطهم) يقول: أغلقت المحل قبل 7 شهور لعدم قدرتي على تغطية الأجور والالتزامات وراتب العامل أيضا بسبب الغلاء الذي ضرب سوق الطيور في السعودية والخسائر التي تعرضت لها والتي وصلت نسبتها إلى 70 بالمائة، وحاولت مرات عديدة بالمواصلة ولكن لم أستطع ذلك، وواصلت في المحل لمدة 14 شهرا ولم أحصل على فائدة وفي النهاية دفعت الإيجار من جيبي وأصبحت الآن بائعا متنقلا على سيارتي الخاصة، لأن هذا العمل هو رزقي الوحيد، فأتمنى فتح الاستيراد مرة أخرى لأن هذه التجارة تعتبر مصدر رزق لكثير من أصحاب المحلات والهواة لأنه ليس لديهم وظائف وأعمال أخرى. ويرى أحمد الرشيد (صاحب محل لبيع طيور الزينة بالدمام) أن ارتفاع أسعار الطيور في الوقت الراهن بسبب منع الاستيراد وقلة الطيور، وقال: أنا كصاحب محل متضرر جدا، ففي السابق كنت أبيع وأشتري كميات كبيرة منها وكان هناك ربح جيد في ذلك، أما الآن فقد اختلف الوضع بتاتا وزاد الحال سوءا، لأن كثيرا من الزبائن لا يشترون منا بسبب غلاء الأسعار حتى أن الشخص الذي يهوى بعض العصافير بنسبة 50 بالمائة صرف النظر عن هوايته إضافة إلى الذين يودون شراء طيور وإهداءها للأطفال، غيّروا فكرتهم واتجهوا للألعاب التي لا يتعدى سعرها 10 ريالات، وهذا أدى إلى عدم قدرتي أحيانا بتغطية أجور ومصاريف المحل.ويتابع الرشيد قائلا: في السابق طيور الحب كان سعرها بالجملة 20 ريالا، أما الآن فقد وصلت إلى 80 ريالا وهذا فرق كبير، كما أن هناك تجارا جددا يقومون بإدخال بعض الطيور بطرق خاصة وسهلة من بعض الدول وهؤلاء ليسوا تجارا وبيع الطيور ليست مهنتهم وإنما استغلوا وضع وحاجة السوق ووضعوا الأسعار التي يريدونها ونحن مضطرون للشراء حتى نستطيع تصحيح بعض أوضاعنا، وهناك مشكلة أخرى نواجهها وهي أسعار الأعلاف المتقلبة كعلف الحمام الذي زاد بـ 10 ريالات على سعره الأصلي لأنه أصبح علف مصنع على شكل مكعبات.احتكار وتحكم بالسوقويضيف محمد الحواري (أحد هواة الطيور) قائلا: أسعار الطيور ترتفع باستمرار، والهاوي يشتري مهما كان السعر، لأنه لا يتاجر بها وإنما للتربية والتسلية فقبل فترة كنت أشتري باليوم الواحد حوالي عشرة من عصافير الكناري لأن سعر الواحد منها كان بـ 80 ريالا مع القفص، أما الآن فالعصفور الواحد بـ 200 ريال لذلك أصبحت أشتري كل شهر طيرا واحدا فقط والسبب ارتفاع الأسعار، وألاحظ الارتفاع في طيور الحب والكناري والكروان فقط، وكثير من التجار يحتكرون بعض البضائع وذلك للتحكم في السوق ورفع الأسعار لصالحهم من خلال المنافسة، لذلك أتمنى فتح الاستيراد كباقي دول الخليج.ويصف سلطان العنزي ارتفاع الأسعار في الفترة الأخيرة بالملتهبة، حيث قال: تصاعدت أسعار كثير من الطيور خاصة نوع الكناري الذي كنت أشتريه في السابق بـ 80 ريالا مع القفص وأحصل على كيس أكل، يعتبر هدية مجانية معه والآن وصل سعره بدون القفص إلى 200 ريال، وفي الفترة الحالية توقفت عن شراء الطيور وممارسة هوايتي واضطررت للتفريخ، وهذا يكلفني كثيرا لأني أحتاج دائما للأقفاص كبيرة الحجم والعش إضافة إلى الأعلاف ذات الأسعار المتقلبة، لذا أطالب بالسماح باستيراد طيور الكناري على الأقل مثل دول الخليج التي حددت بعض الأنواع والفصائل وتفعيل دور المحاجر الطبية بالمنافذ والحدود بشكل كبير لاستقبال الطيور المستوردة والكشف عليها قبل الدخول للمملكة وبذلك ستنتهي أزمة المضاربة بأسعار الطيور وفتح باب الرزق لأصحاب المحلات من جديد. استيراد الطيور ممنوعويؤكد مدير عام الإدارة العامة لشؤون الزراعة بالمنطقة الشرقية سعد بن عبدالله المقـبل أنه مما هو معروف أن طيور الزينة هي من الطيور المعرضة للإصابة بفيروس أنفلونزا الطيور عالي الضراوة ولاختلاف أنواعها ومواطنها حول العالم تزيد احتمالية نقلها لفيروس الأنفلونزا المنتشر في جميع القارات ومن هذا المنطلق قامت وزارة الزراعة بوضع القيود والإجراءات على دخولها للمملكة ومنها منع استيراد الطيور بجميع أنواعها في المملكة والذي ما زال قائماً، وذلك بسبب وجود فيروس أنفلونزا الطيور وانتشاره في بعض دول العالم ومن منطلق الحفاظ على الثروة الداجنة، أما كون بعض دول الخليج العربي التي سمحت مؤخراً باستيراد طيور الزينة فليس لدينا علم بذلك.وعن تهريب الطيور من الدول المجاورة، قال المقبل إن الجهات المسؤولة في المنافذ تقوم بدورها في مراقبة تلك الأمور وفي حالة ضبط طيور مهربة تتم مصادرتها فوراً ومحاسبة أصحابها، كما أن محلات بيع طيور الزينة تتم مراقبتها ومراقبة الوضع الصحي للطيور فيها عن طريق لجان من أمانة المنطقة والبلديات التابعة لها والإدارة العامة لشؤون الزراعة وفروعها، حيث يقوم الأطباء البيطريون في تلك اللجان بالزيارات الميدانية على المحلات. وفي حالة ما إذا رغب بعض المواطنين في جلب الطيور من الدول المجاورة فيستطيع ذلك عبر مطار الملك خالد بمدينة الرياض وعن طريق هيئة حماية الحياة الفطرية وإنمائها بعد إجراء الفحوصات اللازمة لفسحها.