علي ضباح ـ جازان

جـــازان

تزخر المملكة بالعديد من المقومات والمكنونات التي تحمل الابعاد الدينية والاجتماعية والسياحية ذات المستوى الراقي.وتأتي هذه الصفحة متسقة مع هذا النسق لتعريف المواطن بربوع بلاده وتشجيع المدن على ابراز ما لديها من مكنون تاريخي وحضاري وعصري. كما انها تعريف للقارئ المقيم بما تمتلكه المملكة من مكنونات تفخر بها الامتان العربية والاسلامية ، في كل اسبوع نتناول احدى مدن المملكة الغالية لتكون مرآة للقارئ وتعريفا له بتلك المدينة.تتميز منطقة جازان بتنوع جغرافي رائع وتختلف عن بقية مناطق المملكة بجغرافيتها الفريدة وامتلاكها كافة التضاريس وهذا ما جعلها منطقة مؤهلة لكافة الأعمال السياحية ، فتحدها الجبال والمرتفعات من الجهة الشرقية ، التي تتميز بجوها الساحر معتدلا صيفا وباردا نسبياً بفصل الشتاء ، ومن الجهة الغربية ساحل البحر الأحمر وشواطئه الجميلة ، وكذلك الجزر العديدة وأهمها جزيرة فرسان التي تعد معلماً سياحيا وحضاريا وأثريا ، وتوجد بالمنطقة بعض الصحاري الصغيرة والكثبان الرملية والسهول والتلال الزراعية الخضراء.موقعهاتقع منطقة جازان في أقصى الجزء الجنوبي الغربي من المملكة العربية السعودية وتطل على ساحل البحر الأحمر ، وتقع خطـي طـول (42 ْ - 43 ْ) شرقاً ودائرتي عرض (16 ْ - 17 ْ) شمالاً، ويحدها من الشمال والشرق منطقة عسير ومن الغرب البحر الأحمر بطول ساحلي نحو 330 كم، ويبلغ عدد سكانها (1300000) نسمة نسمة، وتغطي مساحة 40،000 كيلومتر مربع وتحتوي على حوالي 5،000 قرية ومدينة ومن ضمنها محافظة عائمة على سطح البحر وهي جزيرة فرسان وتقدر مساحة المنطقة بحوالي 40000 كيلو متر مربع أي ما يعادل مساحتها 0.6 من مساحة وطننا الغالي.تسميتهاكانت اسمها جيزان وبعدها سميت جازان بهذا الاسم رغم أن الأصل جازان لثبوته في المصادر المختلفة منذ زمن سيدنا سليمان عليه الصلاة والسلام. يذكر أن أصل الاسم كان بسبب أنه كان يحبس الجن في تلك المنطقة فسميت جزاء الجان، و تغير النطق بعد ذلك إلى ان أصبح جيزان وأستقر رسميا على جازان لأنه الأصل، وبها آثار يرجع تاريخها إلى 8000 قبل الميلاد . وهو الاسم الذي يطلق على البلاد التي مدينة جيزان قاعدتها الإدارية ، وكانت قديماً تعرف بالمخلاف السليماني نسبة لسليمان بن طرف الحكمي الذي وحد ( مخلاف حكم ) و ( مخلاف عثر ) تحت إمارته باسم ( المخلاف السليماني ) فرفعه طموحه إلى إنشاء تلك الإمارة حتى شملت ما سماه المخلاف السليماني وظلت تلك التسمية تطلق على المنطقة الممتدة من ( الشرجة ) في ساحل الموسم جنوباً إلى بلاد ( حلي بن يعقوب ) شمالاً التابع حالياً لمنطقة القنفذة.كما أطلق اسم جازان على الوادي المعروف بالمنطقة المسمى وادي جازان الذي يمر على العديد من القرى والمحافظات بالمنطقة وورد اسم جازان في كتاب اليعقوبي وذكرها الهمداني. المناخمناخ جازان يكون شديد الحرارة في المناطق الساحلية والسهول بفصل الصيف. أما المرتفعات المتوسطة فهي أقل حرارة نسبيا، بينما تتميز الجبال الشاهقة بإعتدال المناخ صيفا وأقرب إلى البرودة شتاءً . وتصل درجات الحرارة في المرتفعات الى ما بين ثلاث درجات مئوية فوق الصفر ليلا إلى 15 درجة مئوية نهارا ، بينما تصل إلى 43 درجة مئوية نهارا في المناطق الساحلية والسهول , ويصل معدل الأمطار في السهول إلى 200 ملليمترمعكب، بينما يصل إلى 630 مللمترا معكباً في القسم الجبلي، وتختلف درجات الرطوبة بحكم اختلاف تضاريس المنطقة ، حيث يتراوح معدل الرطوبة صيفاً في الشواطيء والسهول بين 50 و 80 في المائة وفي الشتاء تتقلص الرطوبة إلى ما بين 30 و 50 في المائة ، وتتراوح الرطوبة في المرتفعات الجبلية بين 20 و 25 في المائة.وتهب في المنطقة رياح موسمية من الشمال الغربي صيفاً تثير عواصف رملية تسمى محلياً ( الغبرة ) وتكون أشد هبوباً من وقت الزواج إلى غروب الشمس خاصة في منطقة السهول ، وفي فصل الخريف تحمل الرياح أنفاس البحر إلى قمم المرتفعات مكونة كتل من السحب الرعدية الممطرة تفيض على أثرها السيول وتمطر السهول ، وفي فصل الربيع تهب الرياح الجنوبية الغربية فتهطل بعض الأمطار في هذا الوقت فتزدهر زراعة المناطق المتصحرة نوعاً ما التي تسمى محليا ( الخبوت ) بحبوب الدخن.وفي فصل الشتاء تكون درجات الحرارة بين 20 و 28 درجة مئوية ليلاً ، وبين 25 و 33 درجة مئوية نهاراً بالمناطق الساحلية والسهول.مقومات وما تمتاز به المنطقة سياحياأنعم الله ـ عز وجل ـ على منطقة جازان بإمكانات طبيعية متنوعة وتنوع مناخي وبيئي ومقومات سياحية تؤهلها لأن تكون محط جذب سياحي على مدار العام وفق تكوينها الجغرافي.ففي شرق المنطقة تمتد المرتفعات الجبلية التي يبلغ ارتفاع بعضها أكثر من 3500 متر وتمتاز هذه الجبال بالطبيعة الخلابة والخضرة الدائمة والمناخ المعتدل صيفاً ومن هذه الجبال طلان وفيفا وهو أشهرها والجبل الأسود والحشر والريث وسلا وقيس والقهر وحمية وبني مالك وغيرها ومن هذه الجبال تمتد الجداول الساحرة والشعاب إلى الأودية الغناء التي يفوق عددها 25 وادياً ومنها وادي جازان وبيش وصبيا وخلف ونخلان ووساع وشهدان وغوان ولجب وقرى وريم والدحن وليه وهذه هي أشهرها بالمنطقة التي تصب أغلبها على مدار العام وهي عبارة عن مشاهد جمالية بديعة لاحتوائها على بيئات متنوعة من النباتات المختلفة ومنها أيضا وادي خمران التي يتزين على جوانبها بنبات الكاذي وهي شجرة ذو رائحة زكية تستخدمها النساء في التزيين في الأفراح والمناسبات.أشهر الأودية سياحياوادي وعالومن الاودية الشهيرة كذلك واد وعال في مركز مقزع التابع لمحافظة الريث حيث يعد من أجمل المواقع السياحية لقاصدي الرحلات والتنزه حيث يجمع المناظر الخلابة الطبيعية والصخور ذات التشكيلات الجميلة والشلالات العملاقة وزائر هذا الوادي يجد العجب من خلال البيئة المحيطة بهذا الوادي الذي يتفرع الى فرعين يتميز بجريانه الدائم على مدار العام وبتنوع الاشجار المعمرة فيه والممتدة على امتداد الوادي مثل اشجار نخيل الدوم وأشجار البن، وتوجد كذلك اشجار الموز والباباي والنباتات العطرية. يذكر المواطن محمد المسعودي ان هذا الوادي يشهد اقبالاً من سكان المنطقة لما يتميز به من الخضرة الدائمة والهواء النقي والجداول الدائمة الجريان وبين كذلك انه اذا توافرت الخدمات لهذا الوادي ذي الطبيعة البكر مثل الطرق والكهرباء والمخيمات والنظافة الدائمة فان زواره سوف يزداد وعددهم على مدار العام، لكن غياب الاهتمام بهذا الوادي الجميل جعل العديد من زواره داخل المنطقة وخارجها يهجرونه لغياب الخدمات الموصلة اليه فأين الجهات المسؤولة عن مختلف الخدمات لهذه الاودية ذات المطلات الجميلة حتى يتسنى لزوار هذا الوادي الاستمتاع بطبيعته المميزة.