سعود القصيبي*

سعود القصيبي*

يأتي منتدى التوطين.. الفرص والتحديات، ليؤكد على أهمية التنمية الصناعية، في جدول أولويات غرفة الشرقية، كما يأتي دليلا جديدا على اهتمامها بتفعيل التنمية الصناعية، وحرصها على السعي المستمر من أجل جذب أعلى معدلات الاستثمار للقطاع الصناعي.وينطلق هذا الاهتمام من إدراك الغرفة العميق لأهمية التنمية الصناعية، كحجر أساس لعملية التنمية الشاملة، وكقوة دافعة لمسيرة التنمية في بلادنا، وسعيها إلى المساهمة بشكل عملي في إيجاد بيئة استثمارية تعمل على توطين الصناعة ونقل التقنية والمعرفة بما يضمن استمرار تطويرها من خلال الاستثمار الأمثل لما يقدم من كافة القطاعات الاستراتيجية. هناك أسباب ومبررات عديدة تفسر اهتمام الغرفة بهذه القضية، ووضعها في جدول أولوياتها، ولاشك أن من أبرز هذه الأسباب ما يتعلق بالمزايا النسبية، والقيمة المضافة التي يقدمها توطين الصناعة والتقنية للاقتصاد الوطني، وعلى رأسها الحوافز التي تصاحب هذا التوجه، وما لها من مردود إيجابي ليس اقتصاديا فحسب، بل واجتماعيا أيضا، وأعني هنا عملية خلق الوظائف، وتوفير فرص عمل كثيرة للسعوديين سواءً بشكل مباشر أو غير مباشر.ولابد أن أشير هنا إلى أهمية التوسع في إنشاء صناعات متطورة جديده لتنويع اقتصادنا وصادراتنا المحلية والتي تمتاز بتقنيتها العالية ومن احتضانها للميزة النسبية للمملكة، وما يمكن أن تضيفه في مجال توطين الوظائف أو السعودة، خاصة في الصناعات ذات المردود الكبير لمواردنا البشرية. ولا ننسى في هذا دور الصناعات الصغيرة والمتوسطة والتي هي حجر الاساس لصناعات القطاع الخاص في المساهمة في التنمية المستدامة, ومن الأهمية الكبرى أن نلاحظ أن أي وظيفة صناعية جديدة تخلق ما بين أربع إلى تسع وظائف في القطاعات الخدمية بأنواعها. كما يعمل في القطاع الصناعي اكثر من أربعمائة الف موظف في اكثرمن ثلاثة الاف مصنع يشغل ما لا يقل عن مليون ونصف الى ثلاثة ملايين ونصف موظف في القطاع الخدمي.ومن هنا، فإننا نجد أن القطاع الصناعي هو أكثر القطاعات، من حيث القدرة على توفير المزيد من فرص العمل والجاذبة لتوطين الوظائف، بل لعله أكثر القطاعات قدرة على أن يكون محفزا لخلق وظائف في القطاعات الأخرى. إنه لا يخلق الوظائف في مجاله فحسب، ولكنه يقود عملية النمو في مختلف قطاعات الاقتصاد الوطني، إضافة إلى أن القطاع الصناعي له دور في توطين التقنية، وتنمية الصادرات، وتقليل الاستيراد والاعتماد على الذات، وذلك كله من أهم المحفزات، ليس للقطاع الصناعي فحسب، بل لمجمل مدخلات الاقتصاد الوطني. من هنا، فإن هذا المنتدى يأتي في وقته تماما، من حيث يبادر إلى حشد اهتمام الخبراء والمعنيين بشئون تنمية الصناعة، والتنمية بشكل عام و ابراز الفرص الاستثمارية القائمة في هذا المجال.* نائب رئيس غرفة الشرقيةورئيس ورشة عنل الصناعة والخدمات