صحيفة اليوم

نحن و اليوم والنقد والنقد الذاتي

عزيزي رئيس التحريرفي العدد 13035 من هذه الجريدة الصادر بتاريخ السبت 26/2/1430هـ اسعدنا مقال الاستاذ الناقد عبد الله بن أحمد الملحم تحت عنوان (المؤسس وكلمة النقد) وقبل أن نلج في الموضوع أود أن اذكر هنا شيئاً ربما يكون من الصعوبة اخذه على محمل الاهتمام والالتفاتة.. أو من الترف التحدث عنه او جعله مدار البحث والتفاعل.أولاً: لا يستغرب من تاريخ الجريدة إن كانت متأخرة فاعتمادنا على تاريخ الوصول إذا وصلت في الوقت المحدد .. بعد ظهر كل يوم.ثانيا: من الممكن أن تعاد القراءة مرة ومرات بعد القراءة الأولى فنحن نعمل في محافظة (شقراء) التي تبعد عن محافظتنا الأم باكثر من 500ك.م فتصل الينا ضمن سلة من الصحف والمجلات كالحياة، والخرطوم، وعكاظ، والمدينة، وبعد تدخل واتصالات، خوفا من التأخير أو التجاهل أو التغييب.ثالثا: عند وصولها يتم التعامل معها على انها كنز ثمين من محافظة غالية على الجميع، فيقرأها الجميع الواحد تلو الآخر ـ كل حسب فكره وتوجهه ـ بعد ذلك يتم الاحتفاظ بها لحين قراءتها ثانية وثالثة على سعة من الوقت وخلو الفكر والجسم من الانشغال والأشغال.رابعا: عندما نهم بالمشاركة نفكر الف مرة في أن يكون الموضوع قد ترحل إلى غير مكان من الاهتمام أو انتقل واقع المداخلات إلى آخر من المهم إلى الأهم، لذلك تكون المشاركة غير جديرة بالنشر أو بقبول القراءة لها من لدن المعنيين أو المتابعين فتصبح مجرد حروف على ورق ناقلة متنقلة.خامساً: وهو في غاية الأهمية ارسال المشاركة عن طريق (الفاكس) التي ربما تصلكم غير واضحة أو مندمجة السطور، تتعب المختص وتشغله عما هو اهم منها. فالمعذرة لكم فنحن لا نملك سوى هذه الوسيلة حالياً. فالحل أن نحسن الكتابة وعلى اسطر متباعدة وان كثرة الصفحات، أو كتابتها عن طريق الآلة أو ارسالها (بالنت) وكل ذلك آت ان شاء الله تعالى.. يلاحظ جودة (الفاكس) وعدم تبعثر المشاركة وتقطع خيوطها. فقد تعلمنا منكم الكثير فاقبلوا من القليل. فبعد كل هذا نأمل في أن يكون مقبولاً.. لنبدأ عرض ما نريد التداخل فيه.. ذكر الاستاذ عبد الله الملحم في بداية مقالته حول (النقد) على كثرة ما الف عن الملك عبد العزيز إلا أنني لم اجد من تحدث عن النقد في حياته كمفهوم او ممارسة ونكتفي بهذا المقطع باعتباره المدخل أو النافذة المنتهية إلى ملاك القصد والاتجاه فكراً وسلوكاً. فبعد النقد أو ما يشابهه دعونا يفخر بزورقنا المتواضع وما يحمل من بساطة في الطرح والمعالجة، عباب الموضوع في بحره الشائك متلاطم الأفكار والرؤى ووجهات النظر المتعددة. ففي هذا الصدد لا يتركنا المنجد في اللغة والاعلام دون توضيح لهذه المفردة. فقد ذكر ص 83. فقد نقداً ونقاداً الدراهم غيرها وميزها ونظرها ليعرف جيدها من رديئها، ونقد الكلام اظهر ما به من العيوب والمحاسن، وايضاً لم يدعنا نحار في هذا المجال عندما حدد الاستاذ محمد العلي ما يراه مفهوماً من هذه المفردة. فقد جاء في كلمات مائية واعدة وجمعة محمد الشقاق وحمزة الحمود ص 407 تحت عنوان النقد الذاتي، الفهم السائد للنقد الذاتي هو محاسبة النفس على سلوكها في هذا الموقف او ذاك حيث يصل هذا النقد إلى غاية مجردة هي تعديل السلوك. اذاً فالنقد الذاتي هو نقد الذات وللتراث نفسه وللمجتمع وما تحويه ثقافته العامة من افكار ورؤى وانساق وسلوكيات، ومثل هذا النقد هو الذي يوصل إلى هدف اي تصحيح ما يراهم الوعي الناضج من اخطاء أو قصور في الثقافة الاجتماعية. وما ذكره الاستاذ توفيق الحكيم في ملامحه الداخلية ص350 وما سطره بداع الدكتور عبد الرحمن الحبيب في هذا الصدد صحيفة (الجزيرة) عدد 13304 الصادر بتاريخ 5/3/1430هـ وما ذكره الفاعوري ص 36 مجلة (الرافد) عدد 99 شوال 1426هـ وفي الجزيرة أيضاً رأي للدكتور عبد العزيز سعود العمر تحت عنوان «لماذا نخشى النقد» عدد 3285 في 16/2/1430هـ . ولثقافة الاهرام العربي ص 40 في العدد 594 ا لصادر بتاريخ 9 اغسطس 2008م اتجاه آخر في مسار النقد وتجسيد من خلال واقعنا الحالي. فاذا افترشنا هذا البساط فقد يسع اراضي ومفاوز لا يصل إلى حد يفترض معه نهاية المطاف وقصارى التجوال فيه، لذا فخشية الناس من النقد والخوف من كل شيء شيوعه التام في عرض المثالب والمساوىء والتأخر عن الايجابيات والمحاسن. فالناقد يرى بنفسه وفكره دونما اعمال الوعي والفهم المشترك، فلو طبق هذا الموضوع منذ انسانية الانسان وتفاعله بمآثر الطبيعة واستحقاقاتها بما يراه منه لا تجد هذا التباين والبعد وعدم القبول والتواصل. فالنقد بالرغم من كونه محفوفا بالمخاطر وسوء الظن الا ما نذر فباصالة المفهوم (اللغوي) بعد تركيبة ذاتية وازاحة معرفية وممارسة اجتماعية لكل انواع السلوك والوان الثقافة. فالحضارات القديمة والشعوب القائمة بأفرادها ورموزها لم تترك النقد او تتأثر بحساسيته وما يجر وراءه، التي هي بعد اندثارها وامحاء شعارتها ونهضتها بقيت على الأثر والشهرة فيما عليها قيامها من النقد وحضوره الفاعل.. لكن ما يؤسف عليه في نهارنا اليوم وأحساسنا القريب ان الكل اصبح ناقداً وفي أي مكان كان موقعه. فباستطاعته توجيه اصابع النقد لكل من تريده نفسه أو يرتضيه صغيره بما يحصل من ولي واسلوب . فتجد الموظف والكاتب والقارىء ورجل الشارع لا يكتفي بما هو فيه بل يبتغي لفكره بديلا.. ويا ليته اوكل امره الى اهله فاراح واستراح، بل أراد واشبع بما يراه وليس بما هو الواقع فعلاً.. ولأستاذنا (الملحم) تجربة رائدة من خلال كتابه (شيخ ادباء الأحساء بين الفرض والرفض - قراءة نقدية في واقع الالقاب الادبية).واصل عبد الله البوخضر - شقراء