عدنان برية ـ عمان

البابطين: الثقافة قادرة على إصلاح ما أفسدته السياسة

أوضح رئيس مجلس أمناء مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري د. عبد العزيز البابطين ان «العمل من أجل نهضة الأمة يرتبط بثقافتها، التي تحفظ هويتها الخاصة، وهي الهوية التي تربط باللغة، ومن هنا كان الاهتمام بتأسيس جائزة عبد العزيز البابطين للإبداع الشعري في القاهرة نهاية ثمانينيات القرن الماضي».وفي تصريح خاص لـ «اليوم»، على هامش الملتقى الإعلامي الكويتي الأردني الذي عقد بالعاصمة الأردنية عمان أمس الأول، اعتبر البابطين أن «الثقافة قادرة على إصلاح ما أفسدته السياسة»، مؤكدا أن مؤسسة جائزة عبد العزيز البابطين للإبداع الشعري استطاعت خلال مسيرتها أن تحل جملة من الصراعات الدولية.وأكد البابطين أن «الثقافة هي الأساس المتين للنهوض والتطور على مختلف صعد الحياة»، داعيا رجال الأعمال في العالم العربي إلى المشاركة في غمار الفعل الثقافي، الذي أثبت كفاءة لافتة في ترسيخ لغة الحوار بين الشعوب والأمم.وحول إصدار مؤسسته لـ «معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين»، قال البابطين: «كانت مهمتنا أن نستكشف مجاهل هذه القارة الشعرية الشاسعة، التي تمتد من بوينس آيرس في أمريكا اللاتينية إلى إندونيسيا، ومن جبال القوقاز وآسيا الوسطى إلى مجاهل غابات إفريقيا، وحرصنا على إبراز كل من مارس الإبداع الشعري قلَّ نتاجه أم كثر، نشر أم ما زال مخطوطاً، لأنهم جميعا أسهموا في بناء التراث الشعري في العصر الحديث، وكان هدفنا تحديد المعالم والاتجاهات وان ترك للباحثين من بعدنا الحفر في طبقات الساحة الشعرية ليكتشفوا ما لم نكتشفه».ولفت البابطين أن جائزة عبد العزيز البابطين للإبداع الشعري في دورتها الـ 12 المقرر إقامتها 2010 في سراييفو بالبوسنة والهرسك، سوف تحمل اسم «شاعر القطرين اللبناني والمصري» خليل مطران. موضحا أن الدورة ستقام بناء على دعوة رئيس البوسنة والهرسك حارث سيلاجيتش.وبين البابطين أن الدورة تتكون من شقين، الأول: تسليط الضوء على الشعر وشاعر الأمة العربية مطران، والشق الثاني: يركز على حوار الحضارات.وأوضح أن المؤسسة سوف تدعو مفكرين وأدباء ومثقفين وسياسيين وصحفيين من جميع أنحاء العالم «جرياً على عادتنا في الدورات السابقة».كما وقف البابطين على أهم ما تمتاز به مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي، مؤكدا أن المكتبة «تأخذ على عاتقها عدة أهداف، منها تجميع شتات التراث الشعري العربي، والحفاظ عليه وتوثيقه في مكان تهوى إليه أفئدة طلاب العلم والمعرفة من كل مكان في العالم، بالإضافة إلى إقامة مركز بحثي خاص بالشعر العربي يرعى الشعر والشعراء، ويقوم على تفعيل دور الشعر العربي في شتى المجالات، خصوصاً مع تعاظم قيمة الشعر العربي في مجتمع المعرفة حاليا، والاهتمام بإبراز أهمية اللغة العربية، وتنمية الحس الشعري لدى الأجيال القادمة».وقال إن المكتبة تضم بين طياتها جميع دواوين الشعر العربي منذ العصر الجاهلي حتى العصر الحديث، مروراً بالعصور والحضارات العربية في جميع الدول، بالإضافة إلى إهداء عبد الكريم سعود البابطين لمكتبته الشخصية التي تضم 100 ألف كتاب ودورية من أندر ما طبع باللغة العربية على مستوى العالم، ظل 40 عاماً يجمعها من شتى أرجاء المعمورة، بالإضافة إلى مجموعة كتب الأطفال التي أهدتها السفارة الأميركية بالكويت لمكتبة البابطين، وخصص لها ركن بالمكتبة وذلك تقديراً من السفارة الأميركية لدور المكتبة الثقافي عربياً وعالمياً.وتحتوي المكتبة على 32 قاعدة بيانات في عدة مجالات موضوعية مختلفة، وعلى أكثر من 600 كتاب إلكتروني في شتى المجالات الموضوعية المختلفة.وبين ان المكتبة حولت كافة أشرطة الفيديو والكاسيت الموجودة لديها إلى الشكل الرقمي.وأشار البابطين إلى أن المكتبة تستعد لإنشاء مركز البابطين لتعليم اللغة العربية في جامعة «ايكرد» في ولاية فلوريدا الأمريكية سعيا إلى «تدريس وتعليم اللغة العربية لفئات متعددة الأعمار ومراحل مختلفة من طلبة الجامعات الأمريكية ويتوقع أن يخرج في مراحله الأولى 100 طالب وطالبة سنويا»، وأكد أن المبادرة هي لتعميق وتفعيل رسالة المكتبة في خدمة اللغة العربية مشيرا إلى أن المركز سيبدأ أعماله في الفترة القريبة المقبلة .يذكر أن صاحب مؤسسة عبد العزيز البابطين للإبداع الشعري عبد العزيز سعود البابطين من مواليد عام 1936 بالكويت، وهو شاعر ومن رجال الأعمال المعروفين في الكويت وأصدر ديوانه الشعري الأول بعنوان «بوح البوادي» عام 1995 والثاني «مسافر في القفار» عام 2004، وهو عضو في عدد من المنظمات والجمعيات الأدبية في الوطن العربي وأنشأ وأسس الجوائز والبعثات والمكتبات والمراكز والمدارس والكليات في عدد من الدول العربية.