قبل عدة أيام كان حديث وسائل التواصل الاجتماعي مُتركزا على أحد ملتقيات التوظيف، وتباينت الآراء حول ذلك بشكل واسع، وفي هذا المقال سأتطرق لأهمية ملتقيات ومعارض التوظيف، وكيفية تطويرها حتى يُستفاد منها بالشكل المأمول، وتحقق أهدافها مواكبةً للتطورات العديدة الحاصلة في سوق العمل.
ملتقيات ومعارض التوظيف هي البوابة الرئيسية للباحثين عن العمل، والهدف العام منها هو الربط ما بين الباحثين عن العمل وأصحاب الأعمال، ومهما كانت النتائج من تلك المعارض فسنجد النظرة لها تميل للسلبية بشكل مستمر في جميع دول العالم، فالعديد منها يعاني من مشاكل تنظيمية وقلة الخبرة، مما يؤدي إلى تقديم تجربة سلبية للباحثين عن العمل ويؤثر ذلك سلبًا على الجمهور والمجتمع بشكل عام.
كوجهة نظر شخصية أرى أن تلك النظرة لن تتغير إلا إذا تغيرت هيكلة معارض التوظيف لتشمل أربعة محاور رئيسية وهي كالتالي: «تبني التكنولوجيا، عرض فرص توظيف حقيقية، بناء الشبكات المهنية، تقديم خدمات مهنية للباحثين عن العمل»، وبمعنى أوضح نقل تلك الملتقيات والمعارض من منطقة التسويق والعلاقات العامة إلى منطقة مطورة تساهم في تطوير الثروة البشرية لربطها مع أصحاب الأعمال.
العبرة في ملتقيات ومعارض التوظيف ليست بأعداد الحضور أو الرعاة وأعداد المشاركين فيها، ولا يعتبر ذلك المقياس الوحيد لنجاحها، فهناك عدة مؤشرات من المهم التركيز عليها وإعلانها للجمهور بكل شفافية، ولذلك ما زلت أرى أن هناك فرصا غير مستغلة في ملتقيات ومعارض التوظيف في المملكة، وحتى نصل لأقصى مراحل الاستفادة منها؛ من المهم أن يكون هناك «هيكلة ثابتة» لها، وأن تكون هناك جهة مستقلة للموافقة على أي ملتقى أو معرض توظيف يقام بالمنطقة، وأرى أن الموافقة تتم من خلال لجان التوطين في إمارات المناطق بعد عرض هيكلة تلك المعارض والملتقيات وتوضيح الفعاليات والمبادرات المصاحبة لها، بالإضافة لمتابعة مخرجاتها بشكل مفصل.
وجود خبراء متطوعين في التوظيف لتقديم الاستشارات المهنية للباحثين عن العمل وتهيئتهم قبل التقديم على أصحاب العمل يعتبر من مقومات نجاح ملتقيات ومعارض التوظيف، حتى ولو كان ذلك إلكترونياً من خلال التواصل المرئي «عن بعد» قبل موعد الملتقى أو المعرض، إضافة لذلك؛ عقد ورش عمل متخصصة في التوظيف بالجامعات والكليات والمؤسسات التعليمية بالمنطقة قبل موعد الملتقى أو المعرض، سيكون داعم في تعزيز الترابط ما بين الباحثين عن العمل وأصحاب العمل خلال فترة الملتقى أو المعرض، وأيضاً تطبيق أنشطة «الطاولات الاستشارية المستديرة» وذلك بقيادة مختصين في الموارد البشرية ومسؤولي أصحاب العمل لمناقشة التحديات والممارسات المهمة في سوق العمل، سيشكل دعماً كبيراً لتبادل الخبرات ورفع مستويات التراكم المعرفي داخل سوق العمل.
إضافة لذلك؛ أرى أهمية لأن يصاحب كل ملتقى أو معرض للتوظيف جلسات حوارية لمسؤولي الموارد البشرية المشاركين فيها، ويتم من خلال تلك الجلسات عرض تجاربهم في تطوير الموظفين السعوديين، وعرض جميع المميزات والممارسات التي يتم تقديمها للعاملين في منشآتهم، ويتم في ختام الملتقى أو المعرض تكريم أفضل تجربة لأصحاب العمل.
ختاماً؛ كتبت في مقالات سابقة عن أهمية الالتفات لملتقيات ومعارض التوظيف العشوائية في المملكة، خاصة التي تعتمد على الجانب الربحي والتسويقي بالإضافة للعلاقات العامة، وما أتمناه هو تبني تطوير تلك الملتقيات والمعارض بشكل أسرع حتى ندعم مستهدفات سوق العمل في المملكة.
@Khaled_Bn_Moh