سالم اليامي يكتب:


من الأشياء الغريبة في الحياة أن نصادف اسم شخص جديد، وإذا سألني أحد عن معنى اسم جديد أقول هو الاسم الذي نصادفه في الحياة مرة أو مرتين، يميز هذه النوعية أنها تضج بالحداثة خاصة في المحيط الاجتماعي القريب للشخص الذي يحتمل وجود أو تكرار بعض الأسماء في العائلة أو حتى في الأسرة ومع ذلك يبقى هناك اسم متفرد هو المميز والجديد، والغريب إلى حد ما.
في المدرسة التي درست فيها الصفوف الثلاثة الأولى كان معي في كل سنة من تلك السنوات زميل يحمل اسم مميز هو «رمزي» لم أعرف إلى الآن السر في أننا كنا لثلاث سنوات في ذات الفصل واسمي الأخير أو اللقب العائلي يتطابق مع لقبه واسم أبيه اسم تقليدي، لكن اسم رمزي في تلك السنوات والتي أعتقد أنها أوائل سبعينيات القرن الماضي كان مختلفا عن كل شيئ، رمزي كان يبدو أصغر من سنه الحقيقي، وله جسم نحيل، كان منطو على نفسه وحتى في الاستراحات القصيرة لا يفضل الحديث ونادراً ما يتحرك من مكانه.
في السنوات التي درست فيها مع رمزي كان شعر رأسه دائما طويلا على غير المألوف لطالب في الصفوف الدنيا، وكان شعره أميل للشقار، خاصة الخصلات التي تغطي جبهته، حيث يجتهد في إعادتها إلى مكانها ليتمكن من رؤية السبورة، كنا نشعر نحن كزملاء لرمزي أو كأبناء فصله أنه محاط باهتمام خارجي من شقيق له يكبره بعامين على أقل تقدير، حيث بمجرد بدأ الفسحة يكون شقيقة منتصباً أمام باب الفصل وبمجرد خروج المدرس نسمع صوت شقيق رمزي ينادي: «هيا يا رمزي».
بعد الصف الثالث الابتدائي انتقلت إلى مدرسة أخرى جنوب المدينة بعد أن قضيت ثلاث سنوات مع رمزي في مدرسة في أقصى شمال المدينة الشرقي، مؤخرا وفي مناسبة اجتماعية تقدم مني شخص إن لم يكن نفس سني فهو أصغر مني بسنوات قليلة جداً، وبادرني بالسلام وعرفني بنفسه بأنه رمزي اليامي قلت له أنت رمزي اليامي زميلي في المدرسة الابتدائية بالثقبة قال لي بسرعة: «لم أعيش في الثقبة أبداً».. قلت له إذاً أنت رمزي الثاني.
@salemalyami