عبدالله العزمان يكتب:


- أتى جبريل النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال بشر خديجة ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب، امرأة من نساء الجنة، تلك هي أُمنا خديجة رضي الله عنها وأرضاها، بنت الحسب والنسب والثراء، التي لم تبخل على زوجها بمالها، فأعطته إياه، ولم تمن عليه به، وقد كان ذلك قبل أن يبعث عليه الصلاة والسلام، ثم إنها ، آزرته ودثرته بعد البعثة، وكانت أول من آمن به، وسخرت نفسها وجاها لنصرته، قال عليه الصلاة والسلام (آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله -عز وجل- ولدها إذ حرمني أولاد النساء)، ثم أنه حمل لها لواء الوفاء بعد وفاتها، فكان عليه الصلاة والسلام يدفع بالهدية إلى صديقة خديجة رضي الله عنها من شدة حبه ووفائه لها، فمن مثل خديجة؟
- هي تلك الزوجة التي تحلت بأمور عدة جعلت فضلها عند زوجها بهذه المكانة، وهي خير مثال للزوجات، عبر العصور والأزمنة، ويحتاج الزوج في حياته إلى زوجة، تسنده، إذا كانت تملك المال، وتقف معه، إذا كان لها جاه، وتعينه وتثبته، إذا كانت زوجة صالحة وأمة عابدة، فعندما خلق الله آدم، خلق له حواء من نفسه، ليأنس بها، ولتكون موطنا وسكنا له قال جل وعلا (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذٰلك لآيات لقوم يتفكرون) وفي تفسير القرطبي، قال الحسن: المودة والرحمة عطف قلوبهم بعضهم على بعض. وقال السدي: المودة: المحبة، والرحمة: الشفقة.
- ومما يجدر الإشارة له، أن نجد من نساء المسلمين اليوم، من يمتثلن نهج خديجة مع النبي عليه الصلاة والسلام، فتجدهن أمثلة رائعة للزوجات الصالحات، كتلك التي تعين زوجها على بر والديه، وصلة رحمه، وتصبر على ضيق يده، وتدعمه إذا فشل، وتصبره إذا حزن، وتحفظه إذا غاب، وتقوم ببيتها عند انشغاله أو بعده، وتربي أبناؤها، نماذج كثيرة من نساء المسلمين اليوم، لا يمكن للأزواج أن يوفونهن قدرهن وفضلهن، مهما عملوا، فما قدمته تلك الزوجات الصالحات، وما يقدمنه أصعب من أن يقدر أحد على مكافئته، ولكن الله لا يضيع أجر المحسنين.
وسيدة النسوان طاهرة فلا..
تسل عن سنا طهر ولا ظل سؤدد
تضارب بالمال الحلال هداية..
ومن يبغي غير الحق يخسر ويكسد
وقد علمت أن المروءة والندى..
وكل خصال الخير في ثوب أحمد
@azmani21