عبدالله العزمان

- الدين أفيون الشعوب، هي أحد أكثر أقوال الفيلسوف والاقتصادي الألماني كارل ماركس، ولماركس أن يقول ما يشاء، ولمن تأثر به أن يميل معه لما افترضه، ولكن لنعلم، أن من يقتدى به يجب أن يكون قدوة صالحة، وهو ما لا ينطبق على هذا المفكر البائس فصاحب مقولة من لا يعمل لا يأكل، عاش عالة على أبيه، ثم على أمه حتى بلغ أربعة وعشرين عاما، وحينها هددته أمه وأخته بقطع المصروف عنه إن لم يبحث عن مصدر رزق.

- إن لديننا الإسلامي خاصية خفيت على من صدق مقولة ماركس ومشى في دهاليزه المظلمة، فمن ذاق حلاوة هذه المنحة الربانية، عاش سعيدا هانئا بما أنعم الله عليه من فضل، قال جل وعلا «فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام» ، ويبين لنا أشرف الخلق، أننا في نعمة مغلفة بحلاوة، قال عليه الصلاة والسلام، ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا.

- مساكين من حادوا عن هذا النبع الفياض الذي لا ينقضي ماءه، فلك أن تتلمس تلك الحلاوة في الصلاة، وأنت تقف بين يدي مولاك تناجيه، ثم تنصرف وأنت مفعم بمشاعر فياضة، يصعب عليك أن تصفها، ثم أنظر إلى الزكاة التي تطهر نفوسنا وتجليها وتزكيها، قال جل وعلا (خذ من أمولهم صدقة ‌تطهرهم وتزكيهم بها).

- وكيف لنا أن نقول الدين أفيون، وهو قد رتب تعاملاتنا وعلاقتنا، ونظم لنا حياتنا، وبين لنا ما أحل لنا وما حرم علينا، وأوصانا بالبر بوالدينا، وبالإحسان لجارنا، وباحترام كبيرنا والعطف على صغيرنا، وأمرنا بالصدقة على الفقير والمحتاج.

- ومسك الختام، إن يعلم المتبصر، أن ترك الدين أفيون، يدفع المرء لحياة يملؤها الفراغ القاتل، فيضل على إثر ذلك ولا يجد له منقذ (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله ، أفلا تذكرون)

- قال : ابن مشرف

والعبد إن صلحت لله نيته.. لابد يبد ولها في الكون آثار

سر بديع أراد الله يظهره.. لما أتيت وكم في الغيب أسرار

وحكمة بك رب العرش أظهرها.. كالنور وأراه فبل القدح أحجار

azmani21@