عبدالرحمن الملحم

- القمة التي جمعت بين الرئيسَين الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في منتجع سوتشي على البحر الأسود، تحدث الرئيسان في مؤتمر صحفي مشترك، في ختام القمة عن أن هناك إمكانات نتوصَّل فيها إلى حلول تلبّي التوقعات في وقتٍ قريب، ولكن يبدو أن هذه القمة كانت إما أنها قمة تحديات أم تجاهلات، فقد تصدّرت صورة للرئيسين نشرتها معظم الصحف العالمية، وهذه الصورة تعبّر عن عدم اهتمام كل من الرئيسين بالآخر، فالرئيسان انشغلا بالجوالات المحمولة، وأصبحا يشاهدان الرسائل الواردة أو الرد على مكالمات واردة ضاربين بعرض الحائط هذه القمة، وما ستخرج عليه، ولكن السؤال: ماذا يدور في ذهن كلٍّ من الرئيسين؟!

أما أردوغان فهو يلعب لعبة القط والفأر مرة مع أوكرانيا، وأن تركيا ضد توجهات روسيا في هذه الحرب، ومرة مع روسيا، وأن روسيا على حق، فالرئيس أردوغان وصل إلى موسكو لبحث اتفاق الحبوب، وأنه من الممكن التوصل إلى حل، وأضاف أردوغان إن على أوكرانيا تخفيف موقفها التفاوضي ضد روسيا، وقبل انعقاد قمة سوتشي بساعات، نفذت روسيا ضربات بمسيّرات استهدفت جنوب أوكرانيا؛ مما أدى إلى تضرّر بُنى تحتية.

المهم أن الصورة تحدثت عن موقف الرئيسين في هذه القمة من غير تصريح أو تعليق.

- ولكن يظل هناك سؤال: ما الذي جعل تلك الحرب يطول مداها، وروسيا ثاني دولة في العالم عسكريًّا، وتمتلك ترسانة عسكرية برية وجوية وبحرية، ولديها غواصات نووية تحت البحر، وتهدد دول أوروبا كلها، في الوقت الذي لا تمتلك فيه أوكرانيا أسلحة متطورة مثل روسيا، فهل الحرب عملية استنزاف لدول أخرى تساند أوكرانيا، أم أن روسيا تريد قسطًا من شمّ النفس؟؟

نحن نعلم جيدًا أن الرئيس بوتين لا يُستهان به، فهو قبل أن يكون رئيس دولة، فهو رجل استخبارات، ورجل حرب مُلمٌّ بكل الأحداث، ففي استطاعة روسيا أن تقصف كييف بصاروخ إستراتيجي من إحدى الغواصات في عرض البحر وتنتهي الحرب.

- هناك علامات استفهام كثيرة، وتظل الصورة للرئيسين الروسي والتركي محل استفسارات: ماذا يدور في ذهن كل منهما، وماذا تحمل تلك الجوالات في تلك اللحظة؟!