اليوم - الرياض

سافر الحرفي عيسى العيسى من محافظة الأحساء شرق المملكة، إلى الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية بنان، الذي تقيمه هيئة التراث خلال الفترة من 6 إلى 12 يونيو الحاليّ في واجهة الرياض، حاملًا معه قطعًا ملأت جنبات ركنه لتحكي للزوار شواهد من قصص الأجداد.

قضى العيسى 30 عامًا من عمره في ممارسة الأشغال اليدوية، يحيك القطع وينسج القصص مع خيوطها، مشيرًا بيده إلى الزربيل المصنوع من جلد الماعز المدبوغ والصوف، قائلًا لـاليوم: هذا الحذاء يُلبس في الشتاء ليحمي من زمهرير البرد، وكان الرجال قديمًا يأخذونه في رحلاتهم إلى الصحراء، إلا أنه لم يتوافر للجميع، إذ يحول معظم الناس ليف النخيل إلى نعال يحمون بها أقدامهم.

وحين أتى على ذكر النخلة، وصفها قائلًا: تمد الناس بالغذاء والمواد الأولية، وبقيت بركاتها تعين من حولها، فعلى سبيل المثال خلقوا من ثمراتها كالسعف والجريد، أغراضًا تسد احتياجاتهم اليومية.

شواهد من الماضي التليد

أنتج الحرفي العيسى عدة أشغال من شواهد الماضي التليد، مثل قرب الماء، وعقال الشطفة، والأحذية، والميزب وهو السرير المخصص لحمل الطفل، ويُصنع من الجلد وتتزود اركانه الأربعة بالخشب.

كما أفصح عن حبه الغفير لصناعة الشطفة، وهو العقال الذي يزين الرؤوس ويُطعَّم بالزري الفرنسي وخيوط القطن.

وأوضح أن العقود الثلاثة التي أفناها في مجال الحرف، آلت به إلى رفض العديد من الفرص الوظيفية، متمنيًا أن يتهافت الشباب على تعلّم هذه الحرف حتى يحافظوا عليها ويصونوها من الاندثار.

وتسعى هيئة التراث تسعى عبر الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية بنان، إلى إتاحة منصة للحرفيين لاستعراض إبداعاتهم ومهاراتهم، وتسليط الضوء على العادات والتقاليد السعودية، والتعريف بالتراث الثقافي الغني للمملكة.