خالد الجهاد

@khaliid1974

باتت معارض الكتب في الوقت الراهن موئلا ومقصدا، بل موعدا سنويا للقراء والمثقفين والناشرين، خاصة بعد أن أصبحت مهرجانا ثقافيا ترفيهيا يقدم برامج تثري الثقافة العربية وتجذب العائلات الباحثة عن المعرفة والثقافة والترفيه في مكان واحد.

ولتلك المعارض أهمية ثقافية إذ إنها تخلق جوا من التفاعل الفكري، بين رواد المعرض والناشرين والكتاب. كما غدت منبرا مفتوحا على كل الثقافات تظهر الإبداعات الأدبية بكل مجالاتها الشعرية والروائية والنقدية والفكرية والسياسية والعلمية، عارضة نتاجات النخب المخضرمة للأجيال الصاعدة، فضلا عن الفعاليات التي ترافقها والتي تناسب كافة أفراد العائلة خاصة الأطفال.

ولقد واكب معرض المدينة المنورة للكتاب الذي انطلق بنسخته الثانية بتنظيم من هيئة الأدب والنشر والترجمة، هذا التطور فأطلق منطقة الطفل لجذب العائلات، إضافة إلى العديد من الفعاليات والمسرحيات.

ومع هذا التطور، ازدادت الأهمية الاقتصادية لتلك المعارض ما دفع بالعديد من البلدان وعلى رأسها المملكة العربية السعودية إلى تنشيط حركة تلك المعارض على أرض المملكة توافقا مع سياسة تنويع الاقتصاد بما يتوافق مع رؤية 2030.

فمعارض الكتاب تنشط الحركة الاقتصادية وتحقق العوائد من خلال تنشيط حركة البيع والشراء، إضافة إلى ما تقدمه من فرص وظيفية تشكل مكسبا للباحثين عن عمل، كما تساهم في تنشيط القطاع السياحي من خلال شغل مئات غرف الفنادق من قبل أصحاب دور النشر والكتاب والمثقفين والأدباء والزوار الذين يشاركون في فعاليات المعرض، كما يشكل الكتاب والصحفيون والمثقفون وممثلو دور النشر عاملا مهما في إحياء أمسيات المعرض وفعالياته.

هذا الواقع أدى إلى اندثار الفكرة التقليدية التي كانت تقتصر على استقدام القراء وبيع الكتب، وأصبحت إلى جانب ذلك ملتقى يقدم فعاليات ثقافية وندوات وورش عمل وبرامج ثقافية للأطفال ومقاهي ثقافية.

وأصبح للجهات ذات العلاقة بصناعة ونشر الكتاب أهمية قصوى، حيث تشهد المعارض حضور مؤلفين لتوقيع الإصدارات وإبرام عقود الإنتاج والنشر، ومشاركة الجهات المعنية بصناعة الكتاب وما يتصل به من إعداد وتجهيز وتغليف وإخراج فني وطباعة، وما يتلوها من بيع حقوق النشر والترجمة والتوزيع.

ولعل كل ذلك يؤكد أن معارض الكتاب انعتقت من المحدودية وأصبحت مهرجانا ثقافيا ترفيهيا عائليا اقتصاديا بامتياز.