خمسة أيام فقط، تفصل العالم عن اقتراب أمريكا من تخطي سقف الدين، بعد فشل كل المفاوضات بين الرئيس الأمريكي جو بايدين والكونجرس، وهو ما أدى إلى زيادة الجدال في المجتمع الأمريكي.
وتوقع المحلل السياسي الأميركي، ديكون حياة، أنه إذا لم يتخذ الكونجرس قرارًا برفع سقف الدين، قد يقرر جو بايدن تحدي الكونغرس ويأمر وزارة الخزانة بتجاهل حد الدين، وإقامة قضية محتملة عالية المخاطر في المحكمة العليا.
وبالرغم من أن هذه ليست المرة الأولى التي يشهد فيها العالم الجدال بين البيت الأبيض والكونغرس حول ملف الديون الأميركية، فإن حدة الخلافات تتصاعدت هذا العام لأعلى مستوياتها على الإطلاق، حيث يسعى الجمهوريون إلى ربط الموافقة على رفعه بتخفيضات الإنفاق الحكومي.
وهو ما دفع وزيرة الخزانة، جانيت يلين، من التحذير بأن الولايات المتحدة قد تتخلف عن سداد ديونها بحلول يونيو المقبل في حين قابل بايدن هذا التحذير بدعوة القادة الأربعة الكبار داخل الكونغرس، والذي لم يتوصل به إلى حل للأزمة.
وكانت الديون الأمريكية قد وصلت لسقف الدين الذي حدده الكونجرس بنحو 31.4 تريليون دولار أي ما يعادل 130% من الناتج المحلي الإجمالي و11% من حجم الدين العالمي البالغ 303 تريليون دولار في 19 يناير الماضي.
ماهو سقف الدين؟
يشير مصطلح سقف الدين الأمريكي إلى إجمالي الأموال التي يحق للحكومة الأميركية اقتراضها للوفاء بالتزاماتها الحالية، مثل مدفوعات الضمان الاجتماعي، واسترداد الضرائب، وفوائد الدين الحكومي، والدفاع الوطني.
ويكون هذا المبلغ هو الفرق بين الدين الحكومي والعجز أي ما يسمي بالعجز في الميزانية، حيث يتجاوز الإنفاق السنوي للولايات المتحدة الإيرادات ما يحدث عجزاً في الميزانية، ولهذا تلجأ الحكومة الأمريكية للحصول على ديون من خلال إصدار أذون خزانة وأوراق مالية وسندات، لجمع الأموال.
ولهذا يتوجب على الكونجرس أن يعلق سقف الدين أو رفعه في الفترة ما بين يوليو إلى سبتمبر من عام 2023 حتى تتمكن الحكومة الأميركية من اقتراض الأموال التي تسد احتياجاتها.
ماذا يحدث إذا تخطت أمريكا سقف الدين؟
وإذا لم يرفع الكونجرس سقف الدين يمكن أن تكون الأثار على الاقتصاد الأمريكي والعالمي أيضًا كارثي، حيث أن الوصول إلى سقف الدين سيعيق قدرة الحكومة على تمويل عملياتها، في مجالات الدفاع الوطني والرعاية الطبية و الضمان الاجتماعي.
كما أنه سيؤدي إلى تخفيض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة، إضافة إلى زيادة تكاليف الاقتراض للشركات وأصحاب المنازل، ومن المتوقع توقف عُشر النشاط الاقتصادي الأميركي، وفقًا لبنك جولدمان ساكس.
الدولار يتراجع
وسيكون التأثير الأكبر من عدم رفع سقف الدين هو اهتزاز قيمة الدولار كأهم عملة عالمية حاليًا، إذ يعد الدولار عملة احتياطية عالمية، ولذلك فإن أي ضربة للثقة في الاقتصاد الأميركي ستدفع المستثمرين الى بيع سندات الخزانة الأميركية وبالتالي إضعاف الدولار الأميركي.
وهذا الانخفاض في قيمة الدولار سيجعل الديون المقومة بعملات أخرى أكثر تكلفة نسبياً، ما يهدد بدفع بعض الاقتصادات الناشئة تجاه أزمات ديون، كما أنه سيفيد الصين وروسيا حيث ستسغل هذه الفرصة لفرض عملاتها كعملة احتياطية عالمية.