هند الأحمد تكتب:

يومًا تلو الآخر، تثبت الدبلوماسية السعودية قدرتها على تحقيق نجاحات حقيقية، ليس على الصعيد الإقليمي فحسب، بل على الصعيد العالمي برمته.

فقد كان من نتائج هذه الدبلوماسية الحكيمة اتفاق جدة الذي كان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة جدة، يوم الخميس الماضي، بوساطة سعودية - أمريكية، وجاء بردًا وسلامًا على سكان الخرطوم ونازحين من المدنيين؛ كونه يتيح لهم التحرك، وقضاء حاجاتهم الإنسانية الخاصة بتوفير الغذاء والدواء، ومراجعة المستشفيات وغيرها من دون مشقة وعناء.

إن التوقيع على الاتفاق المبدئي الأولي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في جدة يشكّل خطوة أولى، ستتبعها خطوات أخرى، والأهم في المحادثات التي تمت في جدة بين المكوّنين العسكريين هو الالتزام بما تم الاتفاق عليه من الطرف الآخر؛ لأن المملكة ستعمل حتى يعود الأمن والاستقرار إلى السودان، لكن في حال أراد الشعب السوداني ذلك، وكان هناك عزم وحزم على إنهاء معاناته، وبداية لعودة الهدوء واستقرار البلاد.

نعود لدور السياسة السعودية الخارجية، والتي ترتكز على توسيع آفاق التعاون السياسي والاقتصادي مع دول العالم، وتربطها صداقات مع الجميع منطلقةً من مفاهيم الاعتدال والعقلانية، عندما تتحرك الدبلوماسية السعودية، فالهدف بكل تأكيد هو دعم الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة والعالم. والمملكة تؤمن بأهمية الحوار والتواصل والزيارات واللقاءات المباشرة؛ لأن ذلك يقود بالضرورة باتجاه انفراجات سياسية ونتائج إيجابية بلا أدنى شك.

وما حدث في (اتفاق جدة) يؤكد على أن المملكة من أهم الدول تأثيرًا بالمنطقة؛ لما تملكه من أدوات دبلوماسية ذكية، وقوة ناعمة أو قوة صلبة، باتت من أكثر الدول تعاملًا من الناحية الدبلوماسية في محيطها الخارجي، وهذا بالطبع ترجمة واقعية لما أولته القيادة الكريمة من اهتمام كبير بالنشاط الدبلوماسي بالمنطقة كلها، يهدف في النهاية لحفظ أمن واستقرار المنطقة.

الدبلوماسية السعودية هي رسالة ذات مضمون في توقيت استثنائي تهدف من خلالها المملكة للتأكيد على أنها أول مَن يدعم أي انفراجة تقود إلى السلام والنهوض بالمنطقة، لكن ذلك مرهون بأفعال واقعية لا شعارات وهمية من الأطراف الأخرى أيضًا.

@HindAlahmed