علي بطيح العمري يكتب :

في غزوة بدر التي جرت بين قريش وبين المسلمين، كان العباس بن عبد المطلب (عم الرسول الكريم) في جيش قريش قد خرج مع قومه.

انتهت المعركة بانتصار حاسم للمسلمين، حيث قتل مجموعة من المشركين، ووقعت طائفة أخرى في الأسر، ومن ضمن الأسرى (العباس بن عبد المطلب)، شد المسلمون وثاق الأسرى وباتوا يحرسونهم، وفي تلك الليلة سهر الرسول -عليه الصلاة والسلام - ولم ينم، فسألوه: ما الذي أسهرك يا رسول الله، فقال: أنين العباس يؤلمني!!، عند ذلك أرخوا من وثاقه وجميع الأسرى.. وفي معالجة ملف الأسرى، هناك من من عليه الرسول وأطلق سراحه، وهناك من قبل منه الفداء ومنهم العباس.

بعض المؤرخين يعدون «العباس» مع الذين تأخر إسلامهم وهي الرواية الأشهر. وهناك رواية تقول: إن العباس كان من المبكرين إلى الإسلام إلا أنه كان يخفي إسلامه لخطة أدت غايتها ولم تكن قريش تخفي شكوكها في نوايا العباس حتى جاءت معركة بدر فرأتها قريش فرصة تختبر بها حقيقة العباس، والعباس أدهى من أن يغفل عن ذلك فخرج معهم مكرها.

على كل.. مربط الفرس هنا جملة (أنين العباس يؤلمني).

العباس خرج مع قومه ضد المسلمين، ورغم ذلك لم ينس الرسول الكريم قرابته وفضله.. فكيف يصنع من يقاطع أقرب الأقربين إليه على أتفه الأسباب وعلى خلافات يمكن تجاوزها وحلها؟!

لقد جعل الإسلام صلة الرحم سببا لدخول الجنة، وسببا لبسطة الرزق، وأن من وصلها وصله الله، ومن قطعها قطعه الله.

علموا أولادكم يا سادة..

أن الأقارب ليسوا «عقارب»، وأن الأقربين أولى بالمعروف..

علموهم.. أن (العم) أب احتياطي وأن (العمة) قلب العائلة النابض.. علموهم أن (الخال) والد، وأن (الخالة) أم ثانية.

علموهم: أن يحرصوا على كل وسيلة تربطهم بأقاربهم وأن يبتعدوا عن كل سبيل يؤدي إلى إثارة المشكلات معهم.

علموهم أن الحفاظ على تماسك العائلة خير من تشتتها وتناحرها.

تجنبوا وجنبوا أولادكم كل الحقول المزروعة بـ (ألغام) الاختلافات، و(قنابل) الاشتباكات العائلية.

صحيح أن هناك أقارب عقارب.. وصحيح أنك قد تتعامل مع (عم) لا يملك ذرة فضل من العمومة أو (خال) ولا يحمل معنى ساميا للخؤولة.. لكن الناس في طباعهم وأخلاقهم ليسوا سواء، فالحياة فيها الصالح والطالح.. فكما أن هناك آباء حرام أن يكونوا آباء فكذا هناك أقارب حرام أن يكونوا أقارب.

في تعاملك مع الأقارب وحتى تحافظ على حبال الود ووشائج الصلات.. امسك عصا تعاملك من الوسط، فلا إفراط ولا تفريط.. سامح إن كان للتسامح مدخل وغض الطرف عما يمكن غض الطرف عنه.. وتعامل وفق قاعدة: ولا تستوي الحسنة ولا السيئة.

* قفلة..

قال أبو البندري غفر الله له:

الأقارب قوارب!

ولكم تحياتي،،،

@alomary2008