مشاري العقيلي يكتب:

إعلان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، حفظه الله، إطلاق أربع مناطق اقتصادية خاصة، يؤكد أن المملكة تواصل تعزيز إمكاناتها الاقتصادية بما يجعلها أكثر تأثيرًا في الاقتصاد العالمي خلال الأعوام المقبلة، خاصة إذا ما نظرنا إلى تقدم ترتيبها مؤخرًا بين دول مجموعة العشرين.

تدعم هذه المناطق توجهات بلادنا للتنوع الاقتصادي وتوفير العديد من المزايا التنافسية في الخدمات والمنتجات، والمهم أيضًا مواكبة أحدث التقنيات، حيث إنها تمثل عاملًا حاسمًا في تقديم تلك المنتجات والخدمات التي نتوقع أن تصل إلى كثير من الأسواق العالمية مع تعدد المناطق الاقتصادية واختيار مواقعها الإستراتيجية بعناية في الرياض، وسط المملكة، وجازان، جنوب المملكة، ورأس الخير، شرق المملكة، ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية، غرب المملكة.

وتتمتع تلك المناطق الاقتصادية بمميزات عديدة، نتوقع أن تجعل كل واحدة منها بمثابة شنغهاي جديدة، وجدير بها تحقيق القيمة للاقتصاد الوطني، حيث تنظم أعمالها هيئة المدن والمناطق الاقتصادية الخاصة، وحين ننظر إلى أنها تمثل مرحلة أولى من برنامج طويل المدى يستهدف جذب الشركات الدولية، وتشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر، وتعزيز نمو القطاعات النوعية المستقبلية، فإننا نزداد يقينًا بأن اقتصادنا اكتسب زخمًا كبيرًا يمكن معه تحقيق اختراق قوي للمستقبل وأسواق العالم.

من جهة التميّز التشغيلي الذي نتوقعه في المناطق الاقتصادية الأربع، يمكننا أن نضمن عديدًا من المزايا المتكاملة التي تدعم النمو والتنمية في بلادنا، فهذه المناطق تعمل على تحقيق أهداف إستراتيجية من صميم تطوير الاقتصاد الوطني، حيث تعمل على تعزيز القدرة التنافسية للمملكة، وتطوير القدرات الوطنية، وتشجيع النهضة الصناعية، والمساهمة في نمو الاقتصاد كمركز رائد للأعمال، ودعم تأسيس الشركات الناشئة المحلية، وتسريع نموها، وذلك ما نطمح ونسعى إليه.

بالنسبة لنا في المنطقة الشرقية فإن المنطقة الاقتصادية الخاصة برأس الخير تفتح الباب واسعًا للشركات الدولية والإقليمية من خلال بنية تحتية عالمية المستوى وسوق مهم للصناعات البحرية، مع وجود أحدث ميناء صناعي في المملكة وسكك حديدية؛ ما يجعل هناك مرونة كبيرة في الحصول على المواد الخام والموارد الطبيعية وعمليات تصدير المنتجات والخدمات إلى مختلف أسواق العالم، وذلك ما نتطلع إلى رؤيته قريبا في جميع تلك المناطق.