كلمة اليوم

- شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن.. شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران.. شهر يستشعر فيه المسلمون معاني قيّمة، ويظفرون فيه بالأجر العظيم.. وفي المملكة العربية السعودية يكون المشهد شاملا عبر ما يتم رصده في بلاد الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين ومهبط الوحي.. مشهد يستحضر في جنباته تلكم الرعاية الكريمة والتضحيات اللا محدودة من لدن حكومة هذه البلاد المباركة كنهج راسخ في تاريخ الدولة منذ مراحل التأسيس وحتى هذا العهد الزاهر الميمون.

- نعود لما يتم رصده مع غروب شمس أيام رمضان، حين اصطفت جموع الصائمين من المعتمرين والمصلين، وضيوف الرحمن أمام موائد الإفطار في بيت الله العتيق وبين جنباته في ساحات المسجد الحرام، مع صدح صوت الحق لأذان المغرب؛ لتكتمل فرحة الصائمين بتناول إفطارهم المُعد وفق أحدث أساليب التنظيم والترتيب.

وتسابقت خُطى أهل الخير ومحبي الإحسان والعطاء على تقديم الإفطار لقاصدي المسجد الحرام طيلة شهر رمضان المبارك، رغبة وطمعا في الأجر والمثوبة من الله «سبحانه وتعالى»، وامتدت سلسلة موائد الإفطار بين أروقة المسجد الحرام.. فهذه التفاصيل الآنفة تجسد رسالة الدين الإسلامي الحنيف، وتجمع بذلك الأوعية الحضارية من كل الثقافات والتراث لمختلف الجنسيات وتلك الأمم المُسلمة للمعتمرين والمصلين، في أجواء روحانية مُفعمة بالإيمان والسكينة والوقار، والتي تلهج من خلالها ألسنة الصائمين بالدعاء والذكر الحكيم بالقبول والتوفيق.. هنا المملكة.. هنا بلاد الحرمين.

- المشاهد الروحانية في بيت الله العتيق تشحذ الهِمم في نفوس الكثير من منسوبي الجهات الرسمية وعدد من الجمعيات ذات الطابع الإنساني والخيري في تقديم وتوزيع وجبات الإفطار من التمور وماء زمزم ونحوها، وبمشاركة فعّالة من المتطوعين والمتطوعات في مشهد بديع يملؤه حب الإنفاق ويتكرر بصورة يومية، وحين ينتهي الصائمون من إفطارهم، يتهافت العاملون في جمع موائد الإفطار على وجه السرعة وفي مدة وجيزة ووقتٍ قياسي؛ ليستوي آلاف المصلين ويستقيموا لأداء الصلاة المفروضة.. وهنا تفاصيل تعكس قيمًا توارثها أبناء المملكة، وتأتي كمشهد منسجم مع ما ينعَم به كل مَن قصد الحرمين الشريفين في رمضان وطوال العام من اهتمام ورعاية.. تأتي أولوية من لدن القيادة الحكيمة وترسخ مفاهيمها القيمة التي سطّرها التاريخ بأحرفٍ من ذهب.