غنية الغافري@ghannia

في الطب النفسي تنتهي التجارب والمواقف القاسية بالإصابة باضطراب ما بعد الصدمة فتطول على المصاب الحالة ويظل تحت رحمتها زمنا وأخشى أن أكون أصبت باضطراب جديد اخترعه المحتال علي ليلقي تجاربه فربما لا فئران تجارب طاوعته ! وهذا الاضطراب هو (اضطراب ما بعد النصبة) ! فلا يستغرب النفسيون لأنهم لم يدركوا واقع هذا الأمر الجلل ! والحقيقة أنني أخجل من ذكرها لكن العزاء أن لكل جواد كبوة، ولا يغني حذر من قدر، وغيرها من المسليات التي تعيد التوازن للذات وتسلي النفس ولأن التجربة فيها العبر والدروس فسأذكرها لكم محبة وشفقة فلا أرين شامتا أو مواري ضحكته ! عل فيكم ذكيا (مثلي)! (حريصا) كحرصي وقع (ولم يسمى عليه)، وغلطة الشاطر بعشرة !

أما زبدة القصة أنني قررت شراء (كراتين) من الماء وهي ليست المرة الأولى لكن ذكائي الخارق ونفسي البهية! حدثتني أن أبحث عن (العروض) باستعانة الشيخ الوقور (جوجل) ويبدو أن هذا الشيخ أيضا غدر بي ! فقادني لرابط ينتحل اسم شركة مياه معروفة فأدخلني هذا الرابط لمحادثة عبر الواتساب وتحدث معي موظف الشركة الوهمي وأخبرني بعروض لم أرها في حياتي، فكرم الكراتين المجانية مع كل كمية ليس معتادا! أما الأسعار فغير مسبوقة ! جعلتني أتخاصم مع عقلي الذي حاول ثنيي عن التصديق لكننا دائما نرى كل ناصح عدوا ناقما على الخير ! المهم وحتى أكمل العملية بسرعة قبل أن يغير الموظف رأيه في العروض عاجلته بمكالمة كان الغريب فيها أن خط الهاتف غير مستعمل ! فعدت للواتساب وطلب مني تعبئة البيانات البنكية ثم دفع 10 ريالات فقط لتأكيد الطلب والباقي عند التوصيل ! ويالهم من كرماء أعبئ كل هذه البيانات لأجل 10 ريالات ! حولتها وعلامات الانتصار تملأ (خشتي) ! ولسان حالي غدا أحدث الجميع بهذا الإنجاز ! وقبل تحويلها جاءت رسالة من البنك إن كنت أرغب بإضافة البطاقة للموقع علي الضغط على الرقم المحدد قلت لهم ضيفوها وماذا علي فسيصلني الماء بسعر مغر وفي التو واللحظة ليس كباقي الشركات لن توصلها إلا بعد يوم أو يومين.

أما ختام القصة يا سادة أنه وبمجرد موافقتي على إضافة البطاقة تم سحب كافة الرصيد (وراحت فلوسك يا صابر)..

الحقيقة الأخرى أنه تم النصب علي بجدارة وترددت هل أشيع الخبر وأحذر الناس وأظهر بمظهر الغبي (الملعوب) عليه وأرى تبسم الناس وتهكمهم علي أم أتعامل مع (النصبة) بسرية تامة لأنه (كلش ولا الفضايح)!

ولأن القصة لم تنته فقد قررت أن أكون أذكى من النصاب فتعاملت معه ببرود أخبرته أن لدي بطاقة أخرى فيها المزيد من الأموال (يالني من ذكية) وأن عليهم إعادة المبلغ المجمد في الموقع على اعتبار أنهم أبرياء وأن الخلل من الموقع لكن النصاب المحترف قال لي دوني بيانات البطاقة الثانية حتى نستطيع إعادة المبلغ فحاولت إعمال الذكاء الخارق المارق لكن دون جدوى وهو في نهاية المحادثة وعندما اكتشف أن بوادر الذكاء بدأت في العمل اختتم محادثته بقلب ووردة ! جعلني فيهما أتحير هل أبلغ عن القلب باعتباره تحرشا أم عن النصبة ! ولأني لطيفة كالعادة لم أتعرض له بالسباب واكتفيت أن أقتله وأعذبه (بالبلوك) فهؤلاء لن يحرك فيهم السباب شعرة وإلا فمالهم وللحرام !

المهم أني عزمت على تحذير الناس بعد أن اتخذت كل الإجراءات النظامية فالحيل تتطور والعقل يتجمد بعض الأحيان..

الغريب أنني بعد أن دونت في حسابي بتويتر قصتي جاءني فوج من المستثمرين والتجار عبر الخاص يعرضون أنشطة واستثمارات إن كنت أرغب في المساهمة.. السؤال هل قرأوا اسمي (غبية) بدل (غنية) أم أن الفضيحة صارت بجلاجل ومن لا يعرف هذا المثل فهو منسوب للص اعتاد السرقة من الأهالي فقرر القاضي أن يردعه وأن يحكم عليه بالجلوس على حمار - أعزكم الله - وهو مقلوب على ظهره ويرتدي لباس المشردين وأن يلبس (جلاجل) على رقبته أي (أجراس) كثيرة لترن أثناء مروره فيلتفت إليه الناس ويخرجون لمشاهدته ويكون عبرة لمن اعتبر..

على العموم وإلى كتابة هذا المقال فإن اضطراب ما بعد (النصبة) بدأ يخف ولله الحمد، عافى الله الجميع وشافاهم..

والله المستعان وإليه التكلان..