اليوم- الدمام

مرَّت نحو 3 سنوات على ظهور فيروس كورونا المستجد في مدينة ووهان الصينية، ورغم أن محاولة معرفة كيف بدأ الفيروس ما زالت لغزًا، ظهر الادّعاء المثير للجدل بأن الوباء ربما يكون قد تسرّ!ب من مختبر صيني.

خرجت هذه النظرية في نهاية فبراير الماضي، والذي رفضها كثيرون باعتبارها نظرية مؤامرة، قبل أن يقول مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي إنه يعتقد بأن كوفيد 19 قد نشأ على الأرجح في مختبر تسيطر عليه الحكومة الصينية.

لا يوجد إجماع علمي على أصل تفشّي فيروس كورونا، بما في ذلك داخل حكومة الولايات المتحدة، وفقًا لـBBC.

لكن ما مدى إمكانية هروب الفيروسات وتسرّبها من المختبرات؟ هل حدث ذلك من قبل؟

فيروس الجدري المُدمر

جرى تشخيص آخر حالة مصابة بفيروس الجدري عام 1977 وبعد تتبع كل من كانوا على اتصال معها لتطعيمهم لم يجدوا أحدًا مُصابًا، وبعد تعافي هذه الحالة بدا أن الجدري قد انتهى إلى الأبد.

جاءت تلك اللحظة في نهاية حملة استمرت عقودًا للقضاء على مرض الجدري، وهو مرض مُعدٍ قاتل أودى بحياة حوالي 30% من المصابين به، وتسبب في وفاة نحو 500 مليون شخص في مختلف أنحاء العالم.

تسرب الجدري من المختبر

ظهر الجدري مرة أخرى عام 1978، في برمنجهام بالمملكة المتحدة، أُصيبت به جانيت باركر، المصوّرة بكلية الطب، ظهر طفح جلدي في جسمها جرى تشخيصه في البداية على أنه الجدري المائي وأن الحالة ليست خطيرة، لأن الجميع كان يعتقد أن فيروس الجدري قد قُضي عليه للأبد.

لكن حالة باركر ساءت أكثر، وبعد إدخالها المستشفى تبيَّن بالاختبارات أنها مصابة بفيروس الجدري، في النهاية ماتت منه بعد بضعة أسابيع، لكن كيف أُصيبت بمرض كان من المفترض أنه قُضي عليه؟

اتّضح أن المبنى الذي كانت باركر تعمل فيه يحتوي أيضًا على مختبر أبحاث، وهو واحد من مجموعة قليلة من المعامل جرت دراسة فيروس الجدري فيه من قِبل العلماء، الذين حاولوا المساهمة في جهود القضاء على المرض.

ذكرت بعض الأوراق أن المختبر كان يُدار بشكل سيئ، مع تجاهل الاحتياطات المهمة بسبب التسرع، هذا تسبب في انتحار الطبيب الذي أدار المختبر بعد فترة وجيزة من تشخيص باركر.

بطريقة ما، هرب الجدري من المختبر ليصيب موظفًا في مكان آخر بالمبنى، من خلال الحظ المطلق والاستجابة السريعة من السلطات الصحية، بما في ذلك الحجر الصحي لأكثر من 300 شخص، لم يتحول الخطأ القاتل إلى جائحة جديدة.

حوادث أخرى لتسرب مسببات الأمراض ممن المختبرات

في عام 2014 حدث خطأ في المركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض، عرَّض عشرات الأشخاص للخطر، في الوقت الذي كان من المفترض أن يُعطل هذا المختبر عينات الجمرة الخبيثة المنشطة.

انتشرت متلازمة الجهاز التنفسي الحادة الوخيمة سارس في عام 2003، ومنذ ذلك الحين لم تتكرر الإصابة بها في البرية، لكن كانت هناك 6 حوادث منفصلة لهروب الفيروس من المختبرات، في بلدان مختلفة، منها سنغافورة وتايوان والصين.

تحدث عشرات الحالات من تسرّب مسببات الأمراض والفيروسات من المختبرات، كانت هناك أخطاء فادحة أدت إلى ظهور فيروس حمى الضنك، الذي يقتل 20 ألف شخص في جميع أنحاء العالم كل عام، من خلال نشره عن طريق الخطأ.

إضافة إلى ذلك يتعامل الموظفون بطرق حماية غير كافية مع البكتيريا والفطريات، التي يُحتمل أن تكون قاتلة.

أسباب تسرب الفيروسات من المختبرات

عند مراجعة الحوادث، ظهر عديد من نقاط الفشل المختلفة التي تؤدي إلى تسرب الفيروسات، منها تعطل الآلات التي تشكل جزءًا من عملية الاحتواء، أو أن اللوائح ليست كافية أو لا يجري اتباعها بشكل منضبط، إضافة إلى نسبة الخطأ البشري في التعامل مع الفيروسات الحية بدلًا من الفيروسات الميتة.

في بعض الأحيان تكون هذه الأخطاء مميتة، ليس على من يتعامل مع هذه الفيروسات فقط، فالأمر قد يتحول إلى جائحة تمتد إلى الملايين حول العالم.

هل يمكن أن تتسرب الفيروسات من المختبرات اليوم؟

في جميع أنحاء العالم، تتعامل مختبرات الأبحاث الحيوية مع مسببات الأمراض القاتلة، وبعضها لديه القدرة على التسبب في جائحة، في بعض الأحيان، يجعل الباحثون مسببات الأمراض أكثر فتكًا في سياق أبحاثهم، وفقًا لما ذكرته Science.

يمكن أن تساعد هذه الأبحاث على تطوير علاجات وفهم تطور الأمراض، ولا يمكن الاستغناء عن هذه الجهود رغم أنها قد تتسبب في حدوث وتسرب لمسببات المرض ووفاة بعض الناس.