احتفالية كبيرة شهدها مركز الفنون في البحرين، والفنانة د. مياسة السويدي تفتتح معرضها (النسبة الذهبية). يقوم المعرض على أفكار الفنانة ورؤيتها المتجددة للكون والحياة والعلاقة ما بين الإنسان ومحيطه والأشياء من حوله، وكما أرادت البحث في علاقة (الفن بالرياضيات). المعرض تضمن اشتغالات الفنانة خلال أكثر من مرحلة ومعها تحولاتها واشتغالها بين العمل التصويري الذي قدمته في عدد من عروضها المشتركة السابقة، وأعمال اشتغلتها للمعرض، وأعمال مفاهيمية جديدة ودراسات على مواد وخامات من أجل تحقيق أفكارها التي واكبت في موادها وخاماتها تجارب وتحولات الفن المعاصر. عودة إلى اهتماماتها المبكرة بالرياضيات التي تستهويها معادلاتها وأرقامها. الشكل العام والظاهر للمعرض يبدي أكثر من صيغة لتحقيق هذه المعادلة التي تجمع فيها انشغالاتها الذهنية بالحسابات عندما تشكل عناصرها ووحداتها أو تختار خاماتها لتعيد صياغتها وفق تحقيق جانب فكري، تسعى إلى أن يتمثل في الفكرة العامة. تنوعت الأعمال بين الرسم والتصوير، بين الأعمال المشغولة بعفوية الأداء وطلاقة التعبير واستخدام الخامة، وبين هندسياتها التي تحقق جانبا تركيبيا أكثر تقنينا في تشكيله وتكوينه، لكننا في مجموعة أخرى 21 قطعة تتساوى في مقاساتها، توجز الفنانة في علاقات مساحاتها وخطوطها التي تكتفي معها بسطح تتحرك فيه فرشاتها وبمحدودية لونية من ألوان الأرض أو الطين بجانب الأسود لتشكل دائرة أو انحناءة خط ومعه لصق قطعة قماش. وهذا القماش الذي استثمرت معطياته وملمسه في أعمالها الأخرى يبعث شيئا من الحيوية التي يحققها أداء الفنانة العاطفي والتلقائي، والذي تتبدى من خلاله روحها الفنية والجمالية ومدى التفاعل مع عملها الفني، على أن أعمالها الأخرى اشتغلتها بدقة واستفادة من التجربة السابقة في استغلال معطى الخامة سواء التي تحقق علاقتها بما ترسمه أو بما تكشفه لها تجريباتها وجرأتها على المزج بين الخامات، كالمرايا والأوراق والقطع الفسفورية والصور المستعارة بعضها من الحضارة الإغريقية أو من مصادر أخرى معاصرة. وفي مجموعة أخرى من الأعمال المصغرة تصل إلى مرحلة من الإيجاز التعبيري عندما تتماهى مع ضربات فرشاتها العريضة بالذهبي على مساحة من الأسود، فتشكل المجموعة تناغمها وجمال علاقاتها.
المعرض يرسم تحولا هاما في مسيرة الفنانة التي درست الرياضيات، وحصلت على الدكتوراه عام 2019 في مجال الإدارة.
aalsoliman@hotmail.com