اليوم- الدمام

هجمات عنيفة تنفِّذها القوات الروسية على مدينة باخموت الأوكرانية، استكمالًا لمحاولات موسكو حصار المدينة الصغيرة الواقعة في الشرق، لإحراز أي انتصار منذ ما يقرب من نصف عام من الخسائر.

كانت باخموت مسرحًا لعدد من أكثر المعارك دموية في الحرب التي دخلت عامها الثاني، وتُعد أحد أهم الأبواب لروسيا والتي ستفتح لها الطريق للاستيلاء على آخر المراكز الحضرية المتبقية في منطقة دونيتسك.

لكن حتى الآن تقول القوات الأوكرانية إن القتال مستمر ولم تستطع روسيا تطويق المدينة أو الاستيلاء عليها، وفقًا لوكالة رويترز.

ماذا يحدث في باخموت الأوكرانية؟

ترتفع ألسنة اللهب والدخان في سماء المدينة جرَّاء القصف والهجوم الذي دمَّر عشرات المباني، وسط دوي إطلاق نار متواصل وانفجارات متلاحقة، حلقت المركبات المدرعة الأوكرانية في الشوارع، بينما تجولت الكلاب الضالة وسط الوحل والحطام.

ولا يزال قليل من السكان داخل المدينة المدمرة، التي كان يعيش فيها قبل الحرب 70 ألف نسمة، لكنها الآن في حالة خراب بعد شهور من حرب الخنادق المكثفة، بينما ضغط القوات الروسية من الشمال والجنوب لإغلاق آخر الطرق المتبقية فيه.

حول باخموت، كانت القوات الروسية، بما في ذلك المقاتلون المرتزقة من مجموعة فاغنر، تحاول قطع خطوط إمداد المدافعين الأوكرانيين وإجبارهم على الاستسلام أو الانسحاب.

معركة صعبة لكن الدفاع لا رجعة فيه

أوضح الجيش الأوكراني صباح اليوم، الأربعاء، أن العدو يواصل تقدمه باتجاه باخموت، ولا يتوقف عن اقتحام المدينة.

وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي، في خطاب بالفيديو بساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، إن معركة باخموت صعبة للغاية لكن الدفاع عنها أمر ضروري.

أضاف الرئيس الأوكراني: روسيا بشكل عام لا تأخذ في الحسبان الناس وترسلهم في موجات مستمرة ضد مواقعنا، وشدة القتال تزداد فقط.

ونشرت وكالة الإعلام الروسية الحكومية الروسية مقطع فيديو قالت إنه يظهر طائرات مقاتلة روسية من طراز Su-25 تحلق فوق باخموت.

أكثر المعارك دموية في الحرب

كانت المنطقة المحيطة بباخموت هي الجزء الوحيد من الجبهة، إذ حقَّقت روسيا مكاسب كبيرة خلال هجوم الشتاء الذي شهد ما وصفه الجانبان بأنه أكثر المعارك دموية في الحرب.

بعد خسارة أراضي واسعة في النصف الثاني من عام 2022، جُدِّدت القوات الروسية بمئات الآلاف من جنود الاحتياط الذين جرى استدعاؤهم منذ سبتمبر.

من جانبها، تمسَّكت كييف بالدفاع بشكل أساسي خلال الأشهر الثلاثة الماضية، على أمل أن الهجوم يستنفد القوات الروسية المهاجمة قبل أن تشن أوكرانيا هجومًا مضادًا في وقت لاحق من هذا العام بأسلحة جديدة بما في ذلك الدبابات التي وعد بها الغرب.

مجموعة العشرين وحرب روسيا وأوكرانيا

تلوح الحرب في أفق اجتماع لوزراء خارجية مجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى في نيودلهي، يحضره وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين.

قال مسؤول بوزارة الخارجية الهندية إن الهند المضيفة لا تريد أن تهيمن أوكرانيا على الحدث لكنها ستتصدر جدول الأعمال.

وتريد الدول الغربية أن يدين الاجتماع الحرب، وقال مسؤول كبير بالاتحاد الأوروبي إن بروكسل لن تؤيد بيانًا من الاجتماع ما لم يتضمن مثل هذه الإدانة.

وكرَّر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الثلاثاء، موقف موسكو بأنها منفتحة على مفاوضات السلام لكن أوكرانيا وحلفائها الغربيين يجب أن يقبلوا بضم روسيا للأراضي الأوكرانية. وتقول أوكرانيا إنه لا يمكن أن يكون هناك سلام ما لم تنسحب روسيا من جميع أراضيها.