اليوم - الدمام

تبدو ليالي موسكو بإشارات قليلة على وجود روسيا في حالة حرب مع أوكرانيا.. المواطنون يزورون المطاعم والمحلات، احتفت المتاجر والعلامات التجارية الغربية، لكن ما زال بإمكانهم بيع وشراء المنتجات المُقلدة باسم روسي أو علامة تجارية روسية.

أدت حملة القمع الحكومية واسعة النطاق إلى إسكات المعارضة، مع سجن المعارضين السياسيين أو فرارهم إلى الخارج، بينما تنتظر العائلات مصير أبنائها بسبب التعبئة الأولى لجنود الاحتياط منذ الحرب العالمية الثانية.

قمع انتقادات الروس بكل الأشكال

تبث قنوات لتلفزيون الحكومي الكراهية ضد الغرب إضافة إلى الرسائل المطمئنة إلى أن الكثير من العالم لا يزال مع روسيا، وفقًا لما أوردته وكالة أسوسيتد برس.

تقول صوفيا سوبوتينا، فتاة من سانت بطرسبرغ إن الحرب أزهقت أرواح الكثيرين.. بما في ذلك حياة الروس داخل بلادهم.

تزور صوفيا أحد مراكز الاحتجاز لإحضار الطعام والأدوية لصديقتها، ساشا سكوتشيلينكو، الفنانة والموسيقية التي قُبض عليها في أبريل الماضي بعدما استبدلت بطاقات أسعار السوبر ماركت بشعارات مناهضة للحرب.

وُجهت لساشا تُهم بنشر معلومات كاذبة عن الجيش، وهو أحد القوانين الجديدة للرئيس فلاديمير بوتين التي تجرم فعليًا التعبير العلني ضد الحرب، كانت حملة القمع فورية وقاسية ولا مثيل لها في روسيا ما بعد الاتحاد السوفيتي.

لا يمكن لوسائل الإعلام أن تطلق عليها حربًا، ويتعرض المتظاهرون الذين يستخدمون تلك الكلمة على اللافتات لغرامات باهظة، وجرى القبض على معظم الذين نزلوا إلى الشوارع بسرعة ما قضى على التجمعات والتظاهرات المُنددة بالحرب، التي تُطلق عليها روسيا عملية عسكرية خاصة.

حُجبت المواقع الإخبارية المستقلة في روسا، وكذلك فُرضت قيود وتربصات على مستخدمي فيس بوك، وإنستجرام، وتويتر، كما رُفعت محطة إذاعية بارزة من الهواء، وفقدت صحيفة نوفايا غازيتا ترخيصها، والتي كان يقودها ديمتري موراتوف الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2021.

أما سكوتشيلينكو، التي تقول إنها ليست ناشطة لكنها مجرد شخص مذعور من الحرب، تواجه عقوبة تصل إلى 10 سنوات في السجن.

أين منتقدي بوتين الآن؟

منتقدو بوتين البارزون إما غادروا روسيا أو جرى القبض عليهم، أعقب ذلك موجة من الدعاية.. وعلق التلفزيون الحكومي بعض البرامج الترفيهية ووسع البرامج السياسية والإخبارية لتعزيز السرد القائل بأن روسيا كانت تخلص أوكرانيا من النازيين، أو أن الناتو يتصرف من خلال الدمى في كييف لكن موسكو ستنتصر.. وهو ادعاء استخدمه بوتين كذريعة للغزو.

تلعب هذه الرسائل دورًا جيدًا في روسيا، كما يقول دينيس فولكوف، مدير مركز ليفادا، أكبر منظم استطلاعات للرأي المستقل في البلاد: فكرة أن الناتو يريد تدمير روسيا أو على الأقل إضعافها كانت شائعة لثلاثة أرباع من المشاركين في أحد الاستطلاعات.

يدفع الكرملين روايته للشباب، طُلب من تلاميذ المدارس كتابة رسائل إلى الجنود، وخصصت بعض المدارس مكتب الأبطال للخريجين الذين يقاتلون في أوكرانيا.

فرار الروس بعد تعبئة الجنود الاحتياط

ربما جاءت أكبر صدمة في سبتمبر، عندما حشد الكرملين 300 ألف من جنود الاحتياط، رغم من وصفه بأنه استدعاء جزئي، فقد أثار الإعلان حالة من الذعر في جميع أنحاء البلاد.

بيعت تذاكر الطيران في الخارج في غضون ساعات وتشكلت طوابير طويلة عند المعابر الحدودية الروسية، وتشير التقديرات إلى أن مئات الآلاف قد غادروا البلاد في الأسابيع التالية.