محمد شنوان العنزي يكتب:

نسيت أن أخبركم

مع توسع رقعة وسائل الإعلام ودخول الإعلام الجديد للساحة .. فقد الإعلام جزء كبير من المصداقية التي هي أساسه وعنوانه ومبدأ أصيل لايمكن التخلي عنه من مبادئ المهنية .. ولكن نتيجة مواقع التواصل الاجتماعي ووجود مايعرف بـ هوامير تويتر وغيرهم .. بات سهل جداً نشر الشائعات ونقل المعلومات المغلوطة والغير صحيحة دون تدقيق وتفحيص ودون أن ترمش لهؤلاء عين أنهم يكذبون في أغلب أخبارهم .

- هنا اختلط الفهم لدى المتلقي وبات يطلق على هؤلاء إعلاميين .. وبات يعتبرهم جزء من الإعلام .. والإعلام الذي نعرف وتربينا على مبادئه وأسسه وقواعده ومهنيته برئ منهم براءة الذئب من دم سيدنا يوسف.. والمؤسف أن تصنيفهم هذا بات ظالماً للمهنة ولأصحابها ممن أفنوا حياتهم بين أروقة التحرير والتنفيذ والحبر والورق والمطابع والبحث عن الخبر والمصدر والتوثيق.

- بسهولة تجد هؤلاء يضعون بجوار أسمائهم وصف إعلامي دون رقيب ودون حسيب.. ماهي تجربتك ؟ وماهي وسائل الإعلام التي عملت من خلالها؟ ماهي مكونات الخبر؟ ماالفرق بين الخبر والتقرير والقصة الخبرية؟ ماذا تعرف عن أركان الحوار الصحفي؟ ماذا يعني المصدر والتوثيق؟ ماهي أنواع الأخبار والتقارير الصحافية؟ هل تعرف المدارس الصحافية؟ تجد أنه ليس له أي تجربة إعلامية سابقة أو تجربة خجولة .. وللآسف أمتد ذلك إلى تقديم البعض منهم بوصفهم نقاد رياضيين وإعلاميين .. وهو في حياته لم يمارس النقد والعمل الإعلامي إلاّ من خلال تويتر .

- كل ماسبق ليس موضوعي رغم أنه واقع أصبحنا نعيشه ونتذمر منه .. موضوعي تحديداً هي كمية نشر الأخبار المغلوطة والمكذوبة والشائعات في الوسط الرياضي .. كل يوم نجد خبر لاعب ترك ناديه .. ونجد خبر هناك مشكلة في النادي الفلاني .. وهناك صفقات قادمة رغم أن فترة التسجيل مغلقة .. وهناك وهناك.. كمية أخبار كاذبة وكمية شائعات دون مصداقية .. حينما تسأل البعض يقول حرب إعلامية على النادي الفلاني .. وللآسف أن هناك بعض إعلاميين لهم تجارب نعرفها قد تورطوا بكمية الكذب والشائعات اليومية في الوسط الرياضي لدرجة أن المصداقية باتت تصيح بالزاوية.

- نسيت أن أخبركم.. أن أحد أصدقائي الفلاسفة قال مايزعجني ليس أنك تكذب إنما يزعجني أنه لايمكن تصديقك بعد الآن.. لذلك على الأندية دور كبير في التعامل مع كل هذه الشائعات وفقاً للأنظمة وعدم السكوت عن أصحابها ومروجيها .. يجب التعامل وفق الأنظمة مع الأخبار والشائعات الغير صحيحة .. وعلى الجهات الرقابية تفعيل دورها بهذا الإطار ..وسلامتكم.