اليوم - ترجمة: إسلام فرج

قال موقع ذي كونفيرسيشن الأمريكي، إن عدم قدرة روسيا على السيطرة على البحر الأسود غير مسار الحرب في أوكرانيا.

وبحسب مقال لـباسل جيرموند، منذ الغزو الروسي لأوكرانيا قبل عام، كان معظم القتال على الأرض.

بُعد بحري للحرب

وأضاف الكاتب: مع ذلك، هناك أيضًا بُعد بحري للحرب، كان أقل وضوحًا ولكنه مع ذلك حاسم لها أيضًا، عبر مجموعة كاملة من الاعتبارات التكتيكية والاستراتيجية والاقتصادية والدبلوماسية.

ومضى يقول، بعد أن عبرت القوات البرية الحدود الأوكرانية في 24 فبراير 2022، أسرعت البحرية الروسية بتأمين السيطرة على شمال غرب البحر الأسود على اعتبار أنه يمكن أن يساهم في الحملة الجوية ضد أوكرانيا من خلال إطلاق صواريخ كروز من البحر.

ولفت إلى أن هذا أدى إلى تنويع ناقلات الهجوم الروسية، وبالتالي زيادة فرصة الاختراق من خلال التغلب على أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية.

فشل روسي

وأردف الكاتب: أعطت هذه السيطرة العملياتية الروس القدرة على تهديد ميناء أوديسا المهم بهجوم برمائي، تطلبت التوقعات في البداية من مخططي الحرب في أوكرانيا تحويل الموارد بعيدًا عن الجبهات الرئيسية في الشرق والشمال حول كييف، وهو ما مكن موسكو من منع الأخيرة من الوصول إلى موانئها ومنها، مما أدى بحكم الواقع إلى حصارها بحريا.

وأضاف: لكن روسيا فشلت في ترجمة هذه الهيمنة المبكرة إلى تأثيرات استراتيجية من خلال فتح جبهة جديدة في أوديسا، ويُعزى ذلك إلى تبعية البحرية لأهداف القوات البرية الروسية، التي كان تركيزها في مكان آخر.

موقف غير آمن

ومضى الكاتب يقول، من جانبها، كانت أوكرانيا بدون قوة بحرية عملياتية قادرة على الاشتباك المباشر مع البحرية الروسية في البحر، أصبح موقفها غير آمن بسبب عدم قدرة حلفائها الغربيين على التدخل في البحر، بسبب إغلاق المضيق التركي وخطر التصعيد في حالة أي تورط مباشر لسفن الناتو.

وأردف: لكن على الرغم من كل هذا، تمكنت كييف من تقويض الهيمنة البحرية الروسية من خلال إظهار الابتكار والمبادرة.

الطراد الروسي موسكفا قبيل إغراقه من القوات الأوكرانية- سبوتنيك

انتصار كبير

تابع الكاتب: كان أول انتصار كبير لها هو إغراق الطراد موسكفا في 14 إبريل، ثم إغراق سفينة مهمة من أسطول البحر الأسود، كشف هذا عن أوجه القصور في الدفاع الجوي الروسي على متن سفنها السطحية.

وأضاف: أظهر غرق موسكفا أن البحرية الروسية لا تستطيع العمل بأمان في محيط الساحل الأوكراني، بسبب التهديد من الصواريخ المضادة للسفن كصواريخ نبتون، التي طورتها كييف وصواريخ هاربون الغربية.

نجاح ملحوظ

استطرد الكاتب: احتاجت سفن أسطول البحر الأسود إلى حماية القوات الجوية البحرية الروسية، المتمركزة بشكل أساسي في شبه جزيرة القرم. وحد هذا المدى التشغيلي إلى نحو 20 ميلًا من أجل الاستفادة من الدعم الجوي الكامل.

وأوضح أن النجاح الملحوظ الآخر كان عندما استعادت أوكرانيا السيطرة على جزيرة الأفعى، وهي موقع استيطاني صغير ولكنه مهم استراتيجيًا في البحر الأسود استولت عليه القوات الروسية في الأيام الأولى من الصراع.

مسيرة لمناسبة "يوم المدافع الروسي عن الوطن" في لوجانسك، التي تسيطر عليها موسكو- رويترز

تحول الزخم

أردف الكاتب: بدأت الأمور في التحرك بشكل أسرع في أغسطس، إذ شنت كييف هجمات مضادة، خاصة في الجنوب.

واستطرد: كجزء من هذا التحول في الزخم، تبنت أوكرانيا استراتيجية جريئة لمضايقة الأصول البحرية الروسية، وشمل ذلك هجومًا على الذراع الجوية لأسطول البحر الأسود في قاعدة ساكي الجوية في شبه جزيرة القرم في 9 أغسطس، تلاه في 20 أغسطس هجوم بطائرة بدون طيار على مقر أسطول البحر الأسود في سيفاستوبول.

دفاع كامل

أوضح الكاتب أنه مع استخدام الطائرات البحرية بدون طيار في 29 أكتوبر لاستهداف السفن الحربية الروسية في سيفاستوبول، برزت حالة انعدام الأمن المستمرة للبحرية الروسية، التي وضعت في وضع الدفاع الكامل.

ولفت ختامًا إلى أنه مع اختباء أسطولها السطحي، تقلصت قدرة موسكو على التخطيط لهجوم برمائي على أوديسا، كما حد ذلك من قدرتها على الضرب من البحر، وقيدت هدفها الجغرافي الاستراتيجي الأولي للسيطرة على الساحل الجنوبي لأوكرانيا من شبه جزيرة القرم إلى ترانسنيستريا.