اليوم - الرياض

أشاد مجموعة من الشعراء بقرار مجلس الوزراء في تسمية عام 2023م بـعام الشعر العربي؛ في توجه رسمي لدعم الأدب العربي وإبراز مكانته كقوة حضارية فاعلة في الهوية العربية ومكانتها الإنسانية، وتعزيزًا للحالة الشعرية العربية، واحتفاءً بمبدعيها السابقين واللاحقين.

وأكد الشاعر والكاتب حمد الرشيدي أن الشعر العربي مرتبط ارتباطًا وثيقًا بتاريخ المملكة العربية السعودية وثقافتها، وأن جميع رموز الثقافة والأدب والعلم من أبناء المملكة؛ هم من الرواد الأوائل في مجالهم.

وتابع: ومنذ بداية تأسيس وتوحيد المملكة في طورها الثالث مع مطلع القرن العشرين كان أغلب جيل التأسيس الثالث -إن لم يكونوا جميعهم- من الشعراء والأدباء والمثقفين قبل أن يكونوا رجال سياسة أو قياديين أو إداريين، ومن هؤلاء الشاعر الكبير أحمد غزاوي -رحمه الله- وهو الشاعر المقرب جدًا من الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- وقد عيّنه المؤسس رئيسًا لمجلس الشورى في ذلك الوقت.

لماذا أُطلق على 2023 عام الشعر العربي؟ مثقفون يوضحون https://t.co/N13X49DMeY pic.twitter.com/yfS2WoJ9wv

— صحيفة اليوم (@alyaum) February 8, 2023

تسويق الشعر العربي في المملكة

أما الشاعرة والقاصة بلقيس الملحم، فقالت: إن هذه المبادرة الثقافية بجعل هذا العام عامًا للشعر العربي؛ تقديرًا لمكانته الحضارية التي من خلالها استطاع الشاعر السعودي أن يترك في نفس القارئ ذلك الشعور العميق بأن القصيدة اكتملت في وجدانه، وحُق لكل المشاعر الوجدانية الحقيقية والمدونة أن تبقى ما بقيت الحياة.

وأوضحت الملحم أن الفعاليات الشعرية الموجهة للجمهور لا بد أن تكون مدروسة من حيث الموضوعات التي يتناولها الشاعر، وأسلوبه، وأدائه، ومدى اتساع ثقافته واحترامه لتنوعها، والتجديد في تقديم شعراء مغمورين إلى جانب شعراء معروفين في أجواء تناسب الشعر والشعراء ومتذوقي الشعر؛ فالوعي الداخلي للمتلقي له أهمية في تحسين ذائقته واختياراته.

وأشارت إلى أن المسؤولية أكبر في هذا العام كون الشعر يمثل جزءًا من هوية المواطن السعودي، ويجسد عاداته وتقاليده وتجاربه الخاصة ونظرته للحياة ككل، انطلاقًا من موروثنا الهائل في الشعر.

وزادت: نستطيع تسويق شعرنا العربي في المملكة إلى كل العالم من خلال الحراك الثقافي الذي أرجو أن تتبناه جميع المؤسسات الحكومية والخاصة، ومنها: السفارات والملحقيات التي لها دور كبير في ترويج كل فكرة بنّاءة تحمل طابع الجمال والبهاء والمشترك الإنساني.

أعرب الشاعر أحمد عسيري عن شعوره تجاه المبادرة، قائلًا: إنها افتتاحية مشرقة تعيد إلى الشعر عافيته؛ لتبقى شعلته الشعرية حية لا تنطفئ، إنه الإبداع التاريخي، والهاجس الكوني، والنسيج الجمالي، الذي يعود إلى منابعه الأولى رغم جبروت الحضارة، يعود لتُفتح له الأبواب المشرعة للريح والمطر وعصور المجد.

ويرى أن الشعر يعيد تشكيل نموذجه الأرقى؛ ليبقى معلقًا في صدر اللحظة الراهنة، والغد القادم، وأضاف: ما أجمل الاحتفاء به كمطلب حضاري، وأفق تعبيري، وذاكرة لا تشيخ ولا تموت.

وتابع: يعود الشعر في وطني كزهور البساتين، وأعشاب الصحاري، إنها استعادة الجمال والخيال والعذوبة إلى مكمنها الأول.