faezalshihri@yahoo.comأ. د. فائز الشهري

في إطار الاحتفالات بذكرى يوم التأسيس، عقد منتدى الأحساء للاستثمار 2023، بعنوان «الأحساء.. اقتصاد المستقبل» والذي نظمته غرفة الأحساء بالتعاون مع الشريك الإستراتيجي شركة أرامكو السعودية. وقد جاءت توصيات المنتدى متطلعة لآفاق رؤية المملكة 2030، وملتزمة بالمنهج العلمي عند تحديد أهداف ومتطلبات عملية التنمية في محافظة الأحساء.

وفيما يتعلق بأهداف عملية التنمية في محافظة الأحساء، طالبت هذه التوصيات باعتماد الأحساء كمركز للخدمات اللوجستية، إذ إنها تربط بين شرق وغرب المملكة ودول الخليج، ولتصبح ضمن خطة المملكة للتحول إلى مركز لوجستي عالمي. وكذلك أهمية استدامة الواحة الزراعية، من خلال تعظيم اقتصادات المزارع ضمن نطاق الواحة الزراعية، بالتنسيق مع وزارة البيئة والمياه والزراعة والجهات المعنية ذات العلاقة لاتخاذ تدابير مناسبة وفق ضوابط وإجراءات مخصصة تمكّن المزارعين من تأسيس نشاط تجاري وسياحي مصاحب داخل مزارعهم بما يُعزز القيمة الاقتصادية. كما طالبت هذه التوصيات بالتركيز على تنافسية وفاعلية صغار المزارعين والتوسع في نظم الزراعة بأنواعها المختلفة، وذلك للإسهام في تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق أهداف الاكتفاء الذاتي المحلي ضمن مبادرات إستراتيجية البيئة. وكذلك طالبت هذه التوصيات بتعزيز الجهود والمبادرات الوطنية للإسهام في أنسنة الأحساء والمحافظة على المشهد الحضري والارتقاء بجودة الخدمات المقدمة.

أما من حيث متطلبات تحقيق هذه الأهداف، والتزاما بالمنهج العلمي، فقد طالبت هذه التوصيات بتكليف أحد بيوت الخبرة المتخصصة لإعداد دراسة حول التوجهات والفرص الاستثمارية بالقطاع الصناعي بالأحساء وذلك بالتعاون بين وزارة الصناعة والثروة المعدنية وشركة أرامكو بالتنسيق مع غرفة الأحساء وتحت إشراف هيئة تطوير محافظة الأحساء. وكذلك إعداد دراسة لاستكشاف وتحديد فرص الاستثمار التي تستغل الميزة النسبية والتنافسية للأحساء وتحديد الاستثمارات والمشاريع العملاقة والحوافز المطلوبة لجذبها. كما طالبت هذه التوصيات بإعداد الدراسات اللازمة لتحديد الاحتياجات المستقبلية والمبادرات من بنى تحتية وأنظمة واستثمارات إستراتيجية لازمة لتصبح الأحساء الوجهة الأولى للسياحة الصحية ودعم منظومتها الصحية ورفع كفاءة الكوادر البشرية الصحية والإدارية وتحسين الاستثمار في البنية التحتية وتطوير مراكز الرعاية الأولية. توصيات مهمة تبرز معها أهمية المدن ومواردها في حياة وتنمية واستثمار المجتمعات والدول، وتعكس الدور المهم للتخطيط الحضري والإقليمي المستدام لضبط التفاعل بين الإنسان والبيئة المحيطة به لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، من خلال الاستخدام الأمثل للموارد وتحسين الموارد الاقتصادية والحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية والارتقاء بجودة الحياة. وكإطار موجه للتنمية مكانيا، والذي يُعد آلية تنفيذ أساسية لتنفيذ الرؤى التنموية للمدن مكانيًّا وبمعايير وأساليب متخصصة معاصرة لمواجهة المتغيرات والتحديات بمرونة وإبداع. وذلك من خلال الاستغلال الأمثل للموارد المتخصصة في مجال التخطيط الحضري والإقليمي، والمتمثلة في بيوت الخبرة ومراكز الدراسات المتخصصة في الجامعات السعودية، والتي لها خبرة ممتدة ودراية واسعة بواقع وطموحات عملية التنمية في المملكة.

وأخيرًا وليس بآخر، وفي ذكرى «يوم التأسيس»، نعيش عراقة الماضي في حاضر مزدهر ومستقبل طموح. حفظ الله المليك وولي عهده الأمين، وأدام على بلادنا نعمة الأمن والأمان والرخاء والاستقرار.