محمد عبدالعزيز الصفيان يكتب:@alsyfean

ينجح التسويق عندما تتميز وتنفرد السلعة بخصوصية لا تتوفر في السلع الأخرى مما يجعلها نادرة ومطلوبة، وكذلك في المدن والدول، فكل مدينة لها معالم مختلفة تميزها عن المدن الأخرى، ولذلك أدركت العديد من الدول أهمية تطوير صورة العلامة التجارية لمدنها، لأجل زيادة القدرة على جذب السكان والسياح وتعزيز الأعمال التجارية، وطرح الفرص الاستثمارية فكل مدينة في العالم تحلم بأن يكون لها اسم وسمعة، بل وحتى علامة تجارية تساعدها في أن تكون على الخريطة الجغرافية محلياً وعالمياً.

والأمر بالتأكيد ليس بالبساطة التي يتصورها الكثير، وليست عملية سهلة تعتمد على بعض الحملات الإعلانية والتسويقية، فالتحديات كبيرة نظراً لاعتبارات عدة من أهمها المنافسة القوية على المستويين المحلي والدولي، وكذلك المميزات المكانية والموارد الطبيعية والبشرية الضرورية التي يجب أن تتوفر في المدينة من مرافق وبنية تحتية ومعالم وآثار واستراتيجية تسويقية تكون على مستويات عالية، فهناك علاقة وطيدة بين العلامة التجارية للمدينة وبين هويتها وقيمها والخصائص التي تتميز بها، فالعلامة التجارية الناجحة تُبنى على الاستغلال الأمثل لنقاط القوة في المدينة والعناصر التي تشكِّلها وتميزها عن المدن الأخرى.

ونظراً للمنافسة الكبيرة والتحديات القوية تحتاج المدن إلى تبني استراتيجية محددة لبناء علامتها التجارية لتتمكَّن من الارتكاز على خارطة المدن محلياً وعالمياً، وتستقطب السكان والمستثمرين ورجال الأعمال والسياح، ولقد نجحت المملكة في هذا المسار من خلال اختيار عدد من المدن والأماكن والتسويق لها وتحقيق الأهداف والنجاحات المتتالية حتى أصبحت من المدن العالمية المعروفة ومشاريع عملاقة وأصبحت لها علامتها التجارية، وهنا بالطبع نحتاج إلى إعلام موازٍ يواكب هذه التنمية والتطورات والتسويق لها باحترافية عالية وليست بالطرق التقليدية. فكلما نجحنا في تسويق المدن نجحنا في تسويق الفرص الاستثمارية بها واستطعنا استقطاب رؤوس الأموال المحلية والأجنبية وخلق المنافسة.