أهوان الأسمري - الدمام

كشف مختص بجراحات الأورام النسائية، أن فيروس الورم الحليمي البشري «HPV»، وراء 99.7%من سرطانات عنق الرحم.

ولفت إلى أن نسبة انتشار الفيروس بين النساء بالمملكة وفقًا لأحدث الدراسات تتراوح بين 10 إلى 30%، وعالميا بين 30 إلى 70%.

نسبة انتشار الورم الحليمي بالسعودية

وأوضح استشاري ورئيس وحدة جراحات الأورام النسائية في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، د. إسماعيل البدوي، خلال لقاء نظمته جمعية رفيدة لصحة المرأة تحت عنوان: «سرطان عنق الرحم»، أن فيروس الورم الحليمي البشري، اكتشف قبل أكثر من 30 سنة، وهو فيروس جلدي ومن أكثر الفيروسات انتشارا بالجهاز التناسلي وينتقل عن طريق التلامس الجلدي.

وبيّن أن معظم الإصابات تحدث بشكل صامت ودون أعراض، مما يؤدي لتطوره ومن ثم يؤثر على الخلايا الموجودة بالمنطقة، ويتحول إلى مرض، سواء عن طريق ظهور ثآليل في الجلد، أو تغيرات في عنق الرحم ما قبل السرطانية أو السرطانية، مشيرا إلى أن هناك حوالي 150 إلى 200 نوع من عائلة الفيروس، بعضها عالية الخطورة تسبب سرطانات ومنها سرطان عنق الرحم، والأخرى قليلة الخطورة تسبب أمراضا جلدية مثل الثآليل التناسلية.

وأشار إلى أن سرطان عنق الرحم يشخص بأخذ عينة أو خزعة، مضيفًا إنه عبارة عن نمو غير حميد وغير متحكم فيه يبدأ من عنق الرحم، ومن أشهر أعراضه حدوث نزيف في أوقات غير متوقعة، بالإضافة إلى وجود ثآليل أو نتوءات على الجلد في المناطق التناسلية أو مناطق أخرى بالجسم، ويهاجم الأعضاء القريبة من المثانة والمستقيم، ثم ينتشر في باقي أجزاء الجسم كأي سرطان آخر، ويمر بمراحل كثيرة وتغيرات ما قبل السرطانية قد تصل إلى 10 سنوات، مؤكدًا أهمية الكشف المبكر من خلال مسحة عنق الرحم للمساهمة في علاجه قبل تفاقمه.

نسبة انتشار الورم الحليمي - اليوم

وأبان د. البدوي أن أكثر أنواع الفيروس انتشارًا هي الأنواع عالية الخطورة التي تسبب سرطانات، مثل النوعين «16» و«18» وهما الأعلى خطورة، بالإضافة إلى الأنواع «33 و45 و52 وغيرها». لافتًا إلى أن الأنواع الأقل خطورة والتي تسبب أمراضًا جلدية، تتمثل في النوعين «6 و11»، مشيرا إلى أن إفريقيا وأمريكا الجنوبية الأكثر انتشارًا لقلة الوعي الصحي.

وذكر أن السرطان يمر بأربع مراحل، الأولى هي الأبسط والرابعة هي الأسوأ، ومراحل العلاج والشفاء مختلفة في كل مرحلة عن الأخرى، وتكون فرص الشفاء أعلى في المراحل الأولية ما قبل السرطانية ويكون العلاج فيها جراحيًا، بإزالة جزء كبير من عنق الرحم دون الاضطرار لإزالة الرحم كاملًا، بينما تقل فرص نجاح العلاج في المراحل المتقدمة، حيث يكون العلاج بالإشعاع والكيماوي.

وأكد أهمية الوقاية الأولية بالتطعيم ضد الفيروس للفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن من 9 إلى 14 عاما، بـ3 جرعات تؤخذ على مدى 6 أشهر، ويشمل التطعيم جميع أنواع الفيروس سواء عالية الخطورة أو قليلة الخطورة. مشيرا إلى أن سرطان عنق الرحم هو أول سرطان له لقاح ضده، لافتًا إلى أهمية إجراء مسحة مرة واحدة كل 3 سنوات بعد الزواج.