ولادة طفل حامل بتونس.. كيف حدث؟

شهد أحد مستشفيات العاصمة التونسية ولادة طفل يحمل جنينًا في بطنه، في حالة شديدة النُدرة بالبلاد، وتسمى بالتوأم الطفيلي، نسبة إلى الجنين الثاني الذي يكون داخل الأول ويتغذى من خلال أنسجته، حتى يصل إلى مرحلة يتوقف نموه فيها ويتحول إلى جنين ميت.

ونقلت وسائل إعلام تونسية أن الطفل المذكور ولد في الـ30 من يناير الماضي، ويجري اليوم جراحة لاستخراج الجنين من بطنه، حفاظًا على حياته.

وكان الأطباء يعتقدون وجود تكيس داخل الطفل المولود، لكن سرعان ما اكتشفوا وجود جنين صغير داخل الطفل المولود، بعد أن كشفوا عليه بالأشعة وتبينوا وجود ساقين وعمود فقري داخله قبل ولادته.

كيف تحدث حالة التوأم الطفيلي؟

ابتلاع أحد الأجنة لتوأمة هي ظاهرة نادرة، إذ تحدث حالة واحدة بين كل 50 ألف توأم مولود، واكتشفت الحالة تلك في القرن الـ 18 على يد عالم التشريح الألماني يوهان فريدريش.

أما سبب حدوث تلك الحالة، فليس واضحًا بالضبط، لكن العلماء يعتقدون ذلك التوأم ينشأ من بويضة واحدة مخصبة، تنقسم إلى جنينين مستقلين، وخلال رحلة نموهما قد يتوقف أحدهما عن النمو، ويتحد مع الثاني الذي يستمر في الكبر، وفقًا لجامعة ولاية أريزونا.

وفي أحيان أخرى يمتص أحد الجنينين الآخر في مرحلة مبكرة من الحمل، فيتوقف الثاني عن النمو ويعتمد في بقائه على الأول لوقت محدد، قبل أن يتوقف تمامًا ويصبح جنينًا ميتًا.

ويمكن التنبؤ بوجود التوأم الطفيلي في الحمل من خلال الأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي، لكن غالبًا يصعب التنبؤ بوجوده، لصعوبة ملاحظة التوأم الداخلي أو الطفيلي كما يسمى.

ويعتقد باحثون أن تلك الحالة ما هي إلا نوع من الورم الذي ينمو داخل الجنين، وتكون خلاياه أشبه بالخلايا الرئيسية الموجودة بالأجنة البشرية ما يجعله مماثلًا لها لكنه في النهاية ليس بشرًا كاملًا، بحسب ما يورده موقع لايف ساينس.

علاج التوأم الطفيلي

لا يوجد حاليًا علاج لمنع حدوث حالة التوأم الطفيلي، لكن يمكن تشخيص الحالة قبل الولادة ما يجعل الأطباء مستعدين لإجراء جراحة بعد ولادة الطفل لإنقاذه، إذ يكون الجنين الآخر ميتًا داخل بطنه.

وتختلف الجراحة المطلوبة من حالة لأخرى، وفيما تعد تلك العملية معقدة بقدر ما، إذ إنها تحتاج دقة بالغة خلال إجرائها حتى لا يصاب الطفل السليم بأذى، فإنها تكلل بالنجاح في معظم الأحيان.

وما يعطيها ذاك القدر من إمكانية النجاح هو عدم وجود أعضاء مشتركة بين الطفل الحي والجنين داخله، فكلاهما جسدان منفصلان.