@Fahad_otaishفهد الخالدي

لا يكاد يختلف اثنان على أهمية التعليم في بناء الأوطان والمجتمعات وصناعة مستقبلها؛ لأن التعليم يُعنى بأهم الثروات الإنسانية، ألا وهي الشباب الذين تُعدّهم الأمم منذ الطفولة بالتعليم والتنشئة والتزود بالمعارف والخبرات التي تساعدهم على حياة أفضل لأنفسهم ولأسرهم وبلادهم؛ لذلك فقد قررت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) اعتبار يوم الرابع والعشرين من شهر يناير من كل عام يومًا عالميًّا للتعليم. والمملكة التي يجيء التعليم في مقدمة أولوياتها واهتمامات قيادتها الحكيمة التي تقف بكل قوة وراء توفير كافة سبل التحفيز والتشجيع؛ للأخذ بيد الشباب على هذا الطريق في كل المراحل بدءًا من مرحلة الطفولة المبكرة وما قبل المدرسة، وصولًا إلى الابتعاث إلى أكبر جامعات العالم وأهمها مرورًا بعشرات الجامعات السعودية التي لم تعُد تخلو منها منطقة أو كليات تابعة لها في كل مدينة من مدن المملكة، من أقصاها إلى أقصاها، بعد أن كان عدد الجامعات، منذ سنوات ليست بعيدة، لا يتجاوز أصابع اليد، إضافة إلى مئات المعاهد والكليات والكليات التقنية والتطبيقية والصناعية، بل إن العديد من جامعات المملكة بات يُنافس أعرق جامعات العالم في تصنيف الجامعات، ويزداد هذا العدد عامًا بعد عام، ويتساوى في هذا الاهتمام الشباب والفتيات حتى غدت الفتاة السعودية تزاحم أشقاءها على التفوق والإبداع في كافة التخصصات، وكذلك في سوق العمل، حيث أصبحنا نجد المرأة السعودية تؤدي دورها في كافة مجالاته بكل كفاءة، بعد أن كان إلى سنوات قليلة مقتصراً على العمل في مجال التعليم وأعداد متواضعة ممن يعملن في التمريض والتخصصات القليلة الأخرى.

والمملكة وهي تشارك دول العالم الأخرى في الاحتفال بهذه المناسبة، تؤكد أن هذا الطريق هو طريق الأمم والشعوب إلى التنمية الحقيقية المستدامة، كما تؤكد هذا الإيمان أيضًا بما تبذله الدولة من جهود لتطوير التعليم، ومواكبة المستجدات العالمية في إستراتيجياته ووسائله التي تستهدف أكثر من ستة ملايين طالب وطالبة، وأكثر من نصف مليون معلم ومعلمة، سواء من حيث توفير البيئة المادية المحفزة للتعليم بتوفير الأبنية المدرسية المتميزة وصولًا إلى صفر % مبان مستأجرة، وتفعيل التعليم الإلكتروني في المدارس والجامعات، وصولًا للتحوّل المنشود إلى المدارس الذكية، إضافة إلى برامج تدريب المعلمين المستمرة على أفضل إستراتيجيات التدريس، وتوفير الرعاية التعليمية للموهوبين، وكذلك رعاية مَن يعانون من بطء التعليم أو غير ذلك من مشكلات التعلم بتوفير المعلم المتخصص في مثل هذه الحالات..

ولعل من الجدير بالذكر أن يكون هذا اليوم مناسبة للتأكيد على أهمية التعليم في تحقيق التنمية الوطنية الشاملة في كافة المجالات، وعلى أنه يظل حقًّا من حقوق الإنسان، وعلى أهمية تعاون دول العالم في نقل الخبرات وتبادلها من خلال المنظمات الدولية والمؤتمرات التخصصية، كما أنه مناسبة أيضًا للاعتزاز بما حققته بلادنا على هذا الصعيد، والتأكيد على استمراره لما هو أفضل «بإذن الله».