د. لمياء البراهيم

في مؤتمر الـتخصصات الـصحية السابع الذي أقامته جامعة الملك سعود بن عبدالـعزيز لـلـعلـوم الـصحية طلب مني تقديم ورقة عمل عن الـصحافي الطبي وفن صناعة المحتوى في التوعية الصحية.

ما دعاني لأن أبحث في الـدراسات الـتي ترتبط بهذا المجال والـصحافة المتخصصة ومتطلـباتها والـتحديات التي تواجه الكاتب المتخصص ولم أجد ما يشفي غليلي في البحث العربي رغم وجود العديد من الكتاب المتخصصين العرب، بالمقارنة مع ما نجده من حفاوة

وتخصصية في المصادر الأجنبية تدعم الكتابة المتخصصة بالمؤهلات الأكاديمية والـشهادات الـتطويرية والـدراسات والأبحاث المنشورة.

فالـصحافة الـطبية كانت من صور الإبداع في الـطب الـتي ازدهرت في الـقرنين الـثامن والـتاسع عشر شارك فيها الـباحثون علـومهم مع تقدم الـتكنولـوجيا، وعلـيه أصبحت الـصحافة الطبية عنصرا مهما لنشر المعلـومات الـطبية والمساعدة في تقبل التطور الطبي وتنوع المحتوى فيها وفق الفئات المستهدفة من الجمهور كان من خلال الـتغطية الـطبية في الـنشرات الإخبارية الـعامة وفي المطبوعات الطبية المتخصصة، أو الموجهة للأطباء والمتخصصين في الـصحة والـتي تظهر غالبا في المجلات العلمية المحكمة. في نفس يوم محاضرتي قرأت تغريدة من الـدكتور محمد قاسم كتب فيها «العقول لا تهاجر، إنما تهجر. قبل كم يوم كنت اشتكي من تنمر بعض المتابعين رغم أنني لـم أنشر مادة علمية، الـيوم نفقد ناشرا علميا فلكيا جون مفتاح بسبب تنمر الـناس عليه وعلـى أسرته، ترك النشر بالعربية وتحول للإنجليزية.

ما يحدث مؤسف البعض لا يقدر قيمة ما يقوم به المؤثر والـناشر الـعلـمي» ووجدت هـذه الـتغريدة تفاعلا كبيرا من صناع المحتوى المتخصصين العرب مشاركين نفس الهم.

لما دخلت الإعلام الرسمي بعام 2013 م كان من خلال التوعية الصحية والإدارية والجودة بما يرتبط بتخصصاتي الأكاديمية مصداقا لورقة عمل قدمتها في دراسة ماجستير الـصحة الـعامة بمقرر علـم تغيير الـسلـوك والـذي يتضمن التوعية الصحية وقد أوصيت فيها بضرورة أن يصل المتخصص إلـى الـناس علـى قدر عقولـهم، وأن يفهم دوافعهم ورغباتهم وأن يخاطبهم باللغة الـتي يفهمونها ولـيس لـغته العلمية الجافة، بالمقابل لابد

أن يشمل ذلـك تحفيز المتخصصين خصوصا من جهات الاختصاص ذات الـعلاقة بما يكتبه الكاتب لأجل أن يستمر هذا المجال الذي يعتبر من المجالات الإبداعية في صناعة المحتوى المتخصص بلغة تصل لجميع الجمهور ولكنه ليس مجديا ماليا.

يواجه الـكاتب المتخصص الـيوم تحديات منها غ زارة وسرعة الـتدفق المعلوماتي الـذي يصل للجمهور والذي قد يحوي معلـومات متعارضة و/ أو متضاربة المصالـح تؤثر علـى ثقة المتلقي للمعلومة، وكذلك متطلب الدقة والمصداقية في الأخبار والتقارير المبنية على دراسات علمية وأدلة وأن تكون جهة النشر داعمة للمحتوى الـذي يطرحه بتوجهها نحو الجمهور المستهدف.

في مسيرتي الإعلامية كرمت من عدة جهات رسمية وشبه رسمية عن نشاطي الإعلامي ولكن يظل التقدير من جهات الـتخصص لـه وقع أكبر علـى الـكاتب المتخصص من حيث الاحتواء وتأمين المعلومات والتوثيق والتحفيز بأنواعه، كما يلاحظ أن التضييق علـى الكاتب المتخصص قد يكون من جهة عمله أو من زملاء المهنة لأسباب لا علاقة لها بالمحتوى وإنما تدخل فيها الشخصنة.

ولذا فالدعم للكاتب المتخصص يبدأ من مطالبة وزارة الإعلام والجمعيات الإعلامية المرخصة لـدعم الـكتاب والصحافيين حتى تستمر شعلة الـرأي والمعرفة والتنوير.

لقد زاد توافر المعلومات الصحية في مجتمع اليوم بشكل تدريجي كل عام مما أدى إلى مجموعة متنوعة من التأثيرات في سلوكيات المستلمين.

تضارب المصالـح المحتمل، إنهم ينشرون على نطاق واسع التقارير التي تتدفق وتؤثر علـى الحكومة والأطباء والجمهور بشكل عام.

لا يقوم الصحفي الطبي بنشر الأخبار التجارية فحسب، بل ينقل أيضا الأخبار والتقارير القائمة على الأدلة التي تتمتع بالكثير من المصداقية والدقة.

@ DrLalibrahim