واس - الرياض

دأبت المملكة ومنذ نشأتها على إيلاء اللغة العربية عناية فائقة، كيف لا وهي لغة الدين ولسان القرآن الكريم، وبها نزل الروح الأمين، ولذلك حرص ملوك هذه البلاد المباركة بدءًا من الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن، مروراً بأبنائه الملوك -رحمهم الله جميعا- ووصولًا لعهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- على حفظ اللغة العربية ودعم تعليمها وانتشارها على الأصعدة كافة.

عناية خادم الحرمين الشريفين بلغة القرآن الكريم

يقول خادم الحرمين الشريفين: من أجلِّ النعم على أمة الإسلام نعمة القرآن الكريم الذي نزل بلسان عربي مبين، وأضاف أن من النعم الكبرى التي تستوجب الشكر أننا نعيش في دولة أُسست على هدى من كتاب الله الكريم، وسنة رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم، تطبق شرعه، وتقيم حدوده، وتلتزم عقيدته في سائر تعاملاتها الداخلية والخارجية.

ونظرًا لأهميتها الكبيرة، يحث الملك سلمان المواطنين والمواطنات على تعلم اللغة العربية، ويقول: يجب على المواطن، وخاصة الشباب والشابات، أن ينهلوا من لغتهم العربية، ليتمكنوا من خدمة دينهم ووطنهم أكمل الخدمة، وعليهم أن يحذروا من الشوائب والمفردات التي لا تتفق مع اللغة العربية، أو تؤثر سلبًا، فلغتنا العربية ذات معجم ثري، ومفردات خلاقة جميلة، تستطيع التعبير بوضوح عن مكنونات النفس بمختلف الصور، وتحوي كوامن الإبداع، وهي سهلة لكل من تمكن منها، ثرية غاية الثراء في الكلمات والمعاني والمفردات.

لغة عالمية كبرى شملت المعتقدات والثقافات والحضارات

واللغة العربية، بحسب ما أوضح عضو هيئة التدريس في كلية الملك خالد الدكتور صالح الشثري، لغة حضارة وثقافة، وقبل ذلك لغة الدين القويم، وهي لغة عالمية كبرى شملت المعتقدات والثقافات والحضارات، ودخلت في مختلف المجتمعات العالمية.

وجاءت العناية باللغة العربية في المملكة العربية السعودية سواء في القطاع الحكومي أو الخاص، إيمانًا بالواجب الديني الذي يمثل الارتباط بين اللغة والدين، وحفاظًا على هوية الأمة ومستقبلها، ومكانتها المرموقة بين الأمم، وتأكيدًا على أن اللغة وسيلة لتقدم الأمة وازدهار علومها، وشعوبها.

ويستشهد الدكتور الشثري بمحافظة المملكة على اللغة العربية، بقوله: أول ما نقف عنده النظر في المادة الأولى لنظام الحكم في المملكة التي ورد فيها المملكة العربية السعودية دولة عربية إسلامية ذات سيادة تامة، دينها الإسلام، ودستورها كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ولغتها هي العربية.

ويضيف: هذا يؤكد ويعزز مكانة المملكة في العالم العربي والإسلامي في العناية بلغة القرآن الكريم، فهي مهبط الوحي، ومستقر الحرمين الشريفين، وعلى ثراها الطاهر سجل التاريخ المشاهد والأحداث في عصر النبوة.

ومن هنا جاءت جميع الأنظمة والقرارات لتؤكد الالتزام باللغة العربية في التعليم، ووسائل الإعلام، وفي كل التعاملات الحكومية والقطاع الخاص، هذا في جانب السياسة العامة للمملكة.

نشر ودعم اللغة العربية في أرجاء العالم

واضطلعت المملكة بخدمة اللغة العربية وحفظها ورعايتها، بل حرصت كل الحرص على تعليمها لغير الناطقين بها، حتى بزغ نجم المملكة في تلكم الجهود العالمية، فنالت مكانة واهتمامًا على المستوى الحكومي والشعبي، فأصبح بين المملكة واللغة العربية علاقة الجسد بالروح، فهي موطن العربية الأول وفيها ترعرعت ومنها انتشرت.

وقد اعتنت المملكة ولا تزال بنشر ودعم اللغة العربية في الوطن العربي، وفي أرجاء العالم كافة، وكان لهذه الجهود ثمار مباركة في كل قارات العالم.

وتم إنشاء المعاهد الخارجية المختصة بتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وافتتاح الأكاديميات والمدارس السعودية في الخارج التي تعلم اللغة العربية، ودعم المنظمات الدولية في تعليم اللغة العربية، كجامعة الدول العربية، ومنظمة الإيسسكو، وغيرها من المراكز والمعاهد الثقافية حول العالم، وإنشاء مجمع عالمي متخصص في خدمة اللغة العربية باسم مجمع الملك سلمان العالمي لخدمة للغة العربية.

كما تم إنشاء الكراسي العلمية المتخصصة في تعليم اللغة العربية في عدد من الجامعات العالمية، واستقطاب عدد كبير من الطلاب لدراسة اللغة العربية في الجامعات السعودية، والمساهمة في إعداد معلمي اللغة العربية وتطوير قدراتهم عبر الدورات التدريبية المتخصصة لمعلمي اللغة العربية لغير الناطقين بها. مما لا شك فيه أن هذه الجهود المباركة التي عمت كثيراً من الأقطار العربية وغير العربية، كان لها ثمار ونتائج طيبة يشاهدها القاصي والداني.