علي بطيح العمري يكتب:

أخي المثقف.. عزيزي المنفتح..

بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية المجيدة، أناشدك أن تتكلم بالعربية الفصحى أو حتى بالعامية واللهجة المحلية..

فالتخلص من الكلمات غير العربية التي تحشو بها كلامك وكتاباتك ما لم تدع لها حاجة ملحَّة، فضيلة تطهّر بها لسانك وتنزِّه أصابعك وقلمك عن كتابة الكلمات المهجنة، فـ(الشوز) هو الحذاء أو الجزمة، و(الكيوت) هو اللطيف والجميل، و(سوري) آسف.

حتى على مستوى العلاقات الاجتماعية، برزت مصطلحات لتوصيف الحالة الاجتماعية.. فمثلًا.. (تيكن) Taken: يعني مرتبطًا مع شخص ثانٍ، وغالبًا يكون من الجنس الآخر، يعني ذكرًا مع أنثى، وتعني (مصاحبًا أو مرافقًا).. تقابلها كلمة (سنقل) Single: تعني وحيدًا وغير مرتبط مع شخص آخر.

قطعًا لم يكن أبوك إنجليزيًّا، ولم تكن أمك غربية النشأة والجذور، وربما لم تغش مجالس القوم، ولم تؤم ميادين دولهم، ولم تتلمذ على أيدي مدرسيهم.. هذا أولًا، وثانيًا: في كلامك وفي كتاباتك أنت تخاطب عربًا أو أعرابًا لا حاجة ولا قِبَل لهم باللغة المهجنة؛ التي تجعلك في رأيهم - مذبذبًا، لا إلى العجم انتميت ولا في العرب بقيت..

وبناءً على ما سبق، فإما أن تتكلم اللغة الأجنبية بشكل كامل وتام، وهو أمر سيظهر براعتك في إجادة لغة القوم ومدى إتقانك لها.. وإما أن تدَع الكلمات المهجنة وراء ظهرك، وتعود إلى أصولك العربية ولهجاتها المحلية.

واتكاءً على ما سبق، تخلّص من كتابة اسمك باللغة الإنجليزية عبر حساباتك الإلكترونية ما لم تدَع الحاجة لذلك، فأنت عربي وتعيش بين ظهراني العرب.

بقي أن أقول: لا يخفى عليك قارئي العزيز أن الكلمات الأجنبية التي لا تكاد تفارق شفاه الشباب عند التخاطب مع الآخرين لا تشير إلى أنهم يجيدون الإنجليزية، وإنما هو تقليد أعمى وموضة عصرية ممقوتة.. ومما زاد الأمر مقتًا انتقال هذه الموضة من الأفراد إلى المجتمع، فكثرت الألفاظ الأجنبية التي تُطلق على المهرجانات أو الفعاليات أو الأكلات والمشروبات.. مع أن لها بدائل في لغة العرب، لكنه التقليد المذموم والسلوك القبيح.* قفلة:

قال أبو البندري «غفر الله له»:

ويل لأمة لا تعتز بلغتها!

ولكم تحياتي..

@alomary2008