د. نورة الهديب

@FofKEDL

يبدو أنه حان الوقت لإعادة النظر في محتوي بعض المناهج المتعلقة بالأخلاق والتي يتعامل بها الإنسان مع محيطه. فالمناهج التعليمية الحالية تجتهد في الطرح الإيجابي، ولكن تكثيف المحتوى الأخلاقي وتوجيه السلوك ضرورة تحتاج إلى تحديث مستدام.

والتحديث يجب أن يراعي هذا التغير السريع الذي نعاصره في عالمنا الافتراضي خاصة. فالأسرة تجتهد في التوجيه التربوي ولكن قوة المؤثرات بسلبياتها وإيجابياتها قادرة على تغيير بعض التوجهات والمفاهيم بالنسبة لأبنائنا. على سبيل المثال، الحدث العالمي الذي نعيشه مع دولة قطر الشقيقة جمع لنا صورا متعددة من ثقافات البشر المختلفة والمتنوعة.

وازدحام وسائل التواصل الاجتماعي بالمواقف المضحكة والمبكية وبالمواقف المشرفة والمضطربة المتعلقة بهذا الحدث العالمي، جعل الكبير والصغير يتفاعل مع ما يتناسب ولا يتناسب مع ثقافته لأن الهدف هو التفاعل فقط، بعيدا عن المبادئ والقيم التي تقوم وتصقل هوية الإنسان بشكل خاص.

وما المشاركة والتعاون إلا متطلبات توثق الفرد بالفرد الآخر وكذلك الشعوب، ولكن كيفية التعامل لتوثيق هذا التفاعل هو الأساس. فالتعامل الحسن دين تؤخذ منه مناهج ودروس تعين الإنسان على عمار ذاته ومجتمعه ووطنه. لذلك، فإن تكثيف حسن المعاملة الفكرية والسلوكية والمتمثلة بمادة الأخلاق في المناهج التعليمية يعتبر ضرورة لتجنب تغالط المفاهيم وسلوكياتها.

ضبط الهوية وإثبات وجودها بالطريقة الصحيحة يحتاج إلى التعامل السليم مع الذات أولا والمحيط ثانيا. والتعامل السليم مع الذات يتطلب مدخلات صادقة وواضحة لأن ذلك سوف يؤثر على المخرجات في المستقبل. وتكثيف دعوة العقل والقلب إلى التأمل والتفكر والتدبر ينمي رقي السلوك في التعامل عند الإنسان.