اليوم- طاهر عبد العزيز

منذ 48 ألف عام خلت وإلى وقت قريب كانت مجموعة من الفيروسات راقدة في الأراضي السيبيرية تحت غطاء جليدي محكم بعيدًا عن نظر البشر، حتى قرر مجموعة من العلماء إجراء دراسة علمية لاكتشاف ما تحتويه الأرض المتجمدة من أمراض.

وفي سيبيريا قرب القطب الشمالي اكتشف العلماء 13 فيروسًا جديدًا على البشر رغم وجودها قبل آلاف السنين، من بينها فيروس أطلق عليه الباحثون الزومبي.

قبل أن تفزع وتتخيل نهاية العالم وفق المشاهد الهوليوودية بتفشي فيروس بين البشر يحولهم لآكلي لحوم يسيرون ببطء مترنحين زومبي فإنه على عكس ما يوحي به اسم الفيروس، إذ لا يدخل في نطاق مسببات الأمراض شديدة العدوى.

ومع ذلك فإن مزيدًا من الفيروسات التي قد يكون بعضها خطيرًا لا تزال نائمة هي أيضًا من آلاف السنين في الأراضي المتجمدة القطبية، منتظرة أن يأتي دورها ويذوب الجليد من حولها بفعل الاحتباس الحراري لتنتشر بين الناس.

فيروس الزومبي من القطب الشمالي لأوروبا

منذ عام 2015، بدأ فريق بحثي مكون من علماء روس وفرنسيين وألمان دراسة لاكتشاف ما تحتويه أرض سيبيريا وأنهارها الجليدية من أمراض بغرض دراستها.

ومن 7 عينات فقط، استخرج الباحثون بقيادة أستاذ الأحياء جان ماري كلافيري من المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي 13 فيروسًا جديدًا، من بينهم واحد أطلقوا عليه اسم الزومبي، لكن لحسن الحظ يستهدف هذا الفيروس في الوقت الحالي الأميبا وهي كائنات دقيقة غير منظورة بالعين المجردة بحسب صحيفة اندبندنت.

الأميبا تحت المجهر- مشاع إبداعي

أما عن إمكانية تحوره لمسبب أمراض ينشر العدوى بين البشر فلا يميل الباحثون إلى إقرار ذلك، إذ إن الفيروسات التي تتغذى على الكائنات الدقيقة تظل تستهدفها دون محاولة تغيير غذائها إلى مخلوقات أكثر تعقيدًا مثل البشر.

لكن ذلك لا يعني أن نركن إلى الأمان معتقدين أنه لا خطر يهددنا، فقد يخرج من نفس الأرض أنواع أخرى من المعديات تتسم بالخطورة.

لا يميل فيروس الزومبي إلى التسبب في أمراض معدية للبشر- مشاع إبداعي

الخطر لم يأت بعد.. مزيد من الفيروسات سوف تظهر

تنقل واشنطن بوست عن الفريق البحثي، أن شبح انتشار الأوبئة في المستقبل من السهول السيبيرية يحتل مرتبة متدنية في قائمة التهديدات الحالية للصحة العامة، إذ أن معظم الفيروسات المكتشفة جديدًا هناك ليست خطيرة، وتلك التي نجت من التجمد لآلاف السنين غالبًا ما تكون ضعيفة.

لكن مع ذلك فإن بعض العلماء يحذرون من خطر الفيروسات المكبوتة في القطب الشمالي، والتي لا يعني تجمدها لآلاف السنين بالضرورة أن تكون غير قادرة على نشر المرض.

ويستدلون على ذلك بالجدري، ذي البنية الوراثية التي يمكن أن تصمد في درجات حرارة صفرية لأمد طويل.

يبحث العلماء عن مسببات الأمراض في سيبيريا لدراستها- مشاع إبداعي

إضافة لذلك فإن من المحتمل أن تكون بعض الفيروسات الخطيرة خامدة في الجثث المجمدة هناك سواء لحيوانات أو لبشر، وإذا ما تفكك الجليد الذي يحتويها فإن من المحتمل أن يصاب البشر بالعدوى بسببها

ويقول باولو فيراردي رئيس قسم علم الأمراض وعلوم الطب البيطري في جامعة كونيتيكت لذات الصحيفة: في الطبيعة لدينا ثلاجة كبيرة تحفظ عددًا من الفيروسات، وهي التربة الصقيعية السيبيرية ويمكن أن يكون ذلك مقلقًا بعض الشيء، إذا ما ذاب جليد تلك الأرض.