د. محمد باجنيد

bajunaidm@hotmail.com

لنقل أن كرة القدم.. مجرد لعبة.. كانت تتفوق فيها بلدان.. كالبرازيل.. والأرجنتين.. ليست بذلك القدر.. من التقدم التنموي.. والوزن السياسي.. في سجل البلدان المتقدمة..

بينما لم تحقق فيها.. منتخبات بعض دول أخرى تفوقا.. وقد كان ولا يزال.. يشار إليها بالريادة صناعيا.. كإنجلترا.. وأمريكا.. وروسيا.. واليابان.. وكوريا.. ولا أنسى الصين.. لنقل جدلا.. إن كرة القدم.. ليست مقياسا للتطور.. في بقية أوجه التنمية..

لنتفق على ذلك.. أو لنختلف.. فلن أخوض مع القلة.. الذين لا يحبونها.. لأثبت هذه الفرضية.. وسأنتقل لما نتفق عليه جميعا.. وهو أن التفوق في هذه اللعبة.. يلفت الأنظار إليك.. ويجعلك تدخل كل بيت.. وتثار أسئلة كثيرة حولك.. من هي السعودية؟.. وأين تقع؟.. وكم عدد سكانها.. وما هو الدين.. الذي تعتنقه.. وما هي طبيعة هذا الدين..

وما هي مكانتها الاقتصادية.. ودورها السياسي في العالم.. ومن هم علماؤها ومفكروها.. ومبدعوها..

إن أقوى وسائل الدعاية والإعلان.. لن تحقق ما صنعته كرة القدم لنا.. فلماذا نستنكر.. ما ينفق عليها.. وهذا الاهتمام الذي تلقاه؟!.. سيعرفنا العالم.. ستعرفنا كل شعوبه.. وسيشهد القاصي والداني.. بهذا التطور الذي نشهده.. في مختلف مناحي الحياة.. والبركة في كرة القدم.. ما أجمل كرة القدم.. وما أجمل سفراءنا فيها.. ما أصعب عمل.. لاعب كرة القدم.. شغفه ومتعته بها.. ليس صافيا.. إنه يعاني بدنيا ونفسيا.. بسبب الإصابة.. وضغوط المنافسة.. والحرمان من حياته الأسرية الاعتيادية.. بسبب التدريبات اليومية.. والمعسكرات الداخلية والخارجية.. لا تحسدوهم على الأموال التي يجنونها.. فكل شيء له مقابل.. وليس كل فرد.. قادرا على أن يركل الكرة.. بالقوة والجمال.. الذي يسحرنا.. ويجعل أعيننا شاخصة.. تتبعها وهي تدور.. ولا تستقر في مكان.. شكرا لكم.. شكرا لمن خلفكم..

شكرا للقيادة.. التي دعمتكم.. وصنعت بداية.. هذا المجد.. في وقت قصير.. ليحمل رسالتنا إلى العالم.. ونصبح حديث العالم.. بديننا.. وأخلاقنا.. وعلمنا.. ونهضتنا.. والآن لنستغل الفرصة.. ونكون مؤهلين.. لإظهار الوجه الجميل لنا.. لكي نعرف بهويتنا كمسلمين.. نمثل أطهر بقاع الأرض.

وأخيرا أسألك: هل كرة القدم مجرد لعبة؟