عبدالله العزمان

@azmani21

ستيفن ويليام هوكينج، هو عالم كون وفيزياء نظرية ومؤلف بريطاني توفي عام ٢٠١٨، كان يُعدُّ من أبرز علماء الفيزياء النظرية وعلم الكون على مستوى العالم، تخرج في جامعة أكسفورد بدرجة الشرف الأولى في الفيزياء، وحصل على الدكتوراة من جامعة كامبريدج في علم الكون، وأصيب بمرض عصبي وهو في الحادية والعشرين من عمره، وهو مرض التصلب الجانبي ALS، وهو مرض مميت لا علاج له، وقد أعلن الأطباء أنه لن يعيش أكثر من سنتين، ولكنه عاش حتى ٧٥، ولويس برايل وهو مطور طريقة الكتابة ببرايل، كان كفيفًا بعد تعرضه لحادث سير في الثالثة من عمره، ومخترع المصباح الكهربائي توماس أديسون، كان يعاني من مشاكل في السمع، أضف لهم العديد من الشباب والشابات الذين لم تكن الإعاقة لتقف أمامهم وتحدهم من الإنجاز والتفوق، كمهند أبو دية المخترع السعودي، والذي من أشهر اختراعاته غواصة أُطلق عليها اسم «صقر العروبة»، والتي يمكنها الغوص إلى عمق 6525 مترًا تحت الماء، متفوقة على العمق الذي وصلت إليه الغواصة اليابانية شينكاي، أضف إليهم الشاب القطري غانم المفتاح، الذي أبهر الجميع في حفل افتتاح كأس العالم مؤخرًا بالدوحة، كل أولئك وغيرهم الكثير، أثبتوا لنا أن الإعاقة الحقيقية ليست إعاقة جسد، بل إعاقة عقل وروح.

لذا، تجد أن البعض منا يتذمر دائمًا من كثرة التكاليف، وآخرين يتذمرون من قلة الفرص، رغم أننا وبحمد الله وفضله، قد تمَّم علينا خلقنا، لكن الحقيقة المُرة، أننا تتملكنا إعاقة وهمية تعطلنا عن العمل والمثابرة لتحقيق الإنجاز.

والمتأمل ليجد أن أولئك الأشخاص، وبالرغم من إعاقاتهم إلا أنهم صنعوا إنجازات كبيرة، سُجّلت لهم، ولكنها لم تتأتِ بمحض صدفة، وإنما عبر جهد مضاعف وسنوات كثيرة من العمل الجاد.

إن الإبحار في قصص أولئك المبدعين، ليشجع النفس إلى بذل المزيد من العمل، وإلى مضاعفة الجهد لنيل ما تطمح له أنفسنا من مكانة تميّزنا عن أقراننا، وترفع من مكانتنا، فكما يُقال كلما زادت مهارتك احتاج إليك الناس، وكلما قلت مهاراتك احتجت أنت إلى الناس.

قال المتنبي:

كُلَّ يَومٍ لَكَ اِحتِمالٌ جَديدُ

وَمَسيرٌ لِلمَجدِ فيهِ مُقامُ

وَإِذا كانَتِ النُفوسُ كِباراً

تَعِبَت في مُرادِها الأَجسامُ