علي بطيح العمري يكتب:

الناس يختلفون، هناك ناس محبوبون؛ تحب مجالستهم، تسعد بلقياهم، وتهوى المزاح معهم.. وفي المقابل هناك ناس لا يعجبونك، لا ترتاح لوجودهم، ولا ترغب حتى في التواصل معهم..

لماذا كان أولئك محبوبين وهؤلاء مكروهين؟ السبب لا يعود لذواتهم، إنما يعود لأخلاقهم..

الناس عادة يكرهون:

* الناس يكرهون (الثقلاء)؛ فالثقيل شخص مُمِل فيه بلادَة، وقلة لباقة، ويسميه الناس ثقيل دم، وثقيل طينة، أو العلة والنشبة واللزقة..

وقد جلد الشاعر أحمد شوقي الثقلاء بقوله:

سقطَ الثقيل من السفينةِ في الدُّجَى

فبكى الرفاقُ لفقدِهِ وتَرَحَّموا

حتى إذا طلـعَ النـهارُ أتـتْ بهِ

نحـوَ السفينةِ مـوجةٌ تتقـدمُ

قالتْ خذوهُ كما أتانيَ سالمًا

لمْ أبتلعْـهُ لأنـهُ لا يُـهـضـمُ

* الناس يكرهون مَن يتدخَّل في خصوصياتهم فيسألهم عن آلامهم، وتفاصيل حكاياتهم، وأسوأ من أولئك مَن يطاردهم بالأسئلة الشخصية.. كم راتبك، ليه ما جاك أولاد.. إلخ.

* لا أحد يحب الشخص (المشكلجي) صاحب المشاكل، الذي يتمشكل مع الناس لأتفه الأسباب.

* من المكروهين المغتاب.. ثق بأن الذي يشرّح الناس أمامك ليضحكك، سيجعل منك مادة مسلية عند آخرين!

* الناس يكرهون المتناقض، مَن يعمل بقاعدة: كلام الليل يمحوه النهار، فالمتناقض لا توجد لديه أرضية صلبة، يميل حيث مالت رياح مصالحه.. وأسوأ المتناقضين مَن يبيع مبادئه وقِيَمه بدنيا زائلة.

* الناس لا يحبون الترزز، ومن المترززين مَن يخطف أضواء الناجحين، ويحصل على مكان غيره ممن هم أولى وأجدر بالظهور.

* كثرة الشكوى من كل شيء خصلة سيئة.. فالإنسان يبث حزنه وأوجاعه إلى مَن بيده الحل والربط، لا لعابري السبيل.

* من أسوأ الناس المرء (الخالي) من الإنسانية.. يفاجئك بخبر وفاة بلا مقدّمات.. يداهمك بما يزعم أنها نصيحة أمام الملأ دون مراعاة مشاعرك.. يلقاك بعد مدة ليذكّرك بموقف سيئ قديم قد تكون نسيته.

* وفي قضايا الرأي.. لا أسوأ ممن لا يعارض الفكرة لذاتها.. وإنما يعارضها من أجل صاحبها!

* الناس يكرهون المتلون؛ يستقبلك بابتسامة، ويضاحكك، حتى تشعر بأنه (أخوك الذي لم تلده أمك)! لكن في غيابك، يجعلك مادة ساخرة، يجتهد في تشويه نقائك وطمس حسناتك.. (ذو الوجهين) أو المتلوّن أحط وأقذر دابة تمشي على رجلين.

وتكثر الصفات المكروهة، وما تلك إلا مجرد أمثلة.. وقد قال الرسول «عليه الصلاة والسلام»: المسلم مَن سلم المسلمون من لسانه ويده».

* قفلة:

قال أبو البندري «غفر الله له»:

ويل له.. يتصل عليك من رقم ثانٍ إذا ما رددتَ عليه!!

@alomary2008