وليد الأحمد

@woahmed1

يقل عطاء الإنسان كلما اقترب من سن التقاعد المتعارف عليه في المعايير الوظيفية عند 60 عاماً.

لكن الشواهد العملية كثيرة على أن المثابرة والالتزام والشغف كافية لتنامي واستدامة العطاء أو توقفه دون النظر لرقم العمر.

الفنان السعودي الكبير محمد عبده الذي تجاوز عقده السابع من العمر ما زال يكسر القاعدة في كل مناسبة.

وقدَّم في نهاية الأسبوع الماضي ضمن فعاليات موسم الرياض إحدى أجمل حفلاته، بل زاد على تميّز أدائه وتفوّق صوته موهبةً في تقديم ضيوف الليلة التي حملت اسمه، ورشاقةً في إدارة الحوار أمام حشد كبير اكتظ بهم مسرح محمد عبده في البوليفارد، فضلًا عن حضوره الذهني ولياقته العالية في كل فقرات الحفل التاريخي.

اللقطات المباشرة والمسجلة التي بُثَّت لمحمد عبده خلف الكواليس خلال حديثه عن التفاصيل الدقيقة مع أعضاء الفرقة، وترتيبات ملابسه، وبروتوكول حركته مع فنانين آخرين على المسرح كانت تجيب لنا عن سؤال: لماذا يواصل هذا الفنان التقدم بثبات طوال مسيرته الغنائية الممتدة منذ الستينيات الميلادية (الثمانينيات الهجرية)، في نادرة قلما تشهدها أوساط الفن على مستوى العالم.

في المقابل خسر الأسبوع الماضي لاعب كرة قدم دولي سعودي فرصة تمثيل بلاده في أهم مناسبة رياضية يحلم بها لاعب كرة القدم، ضمن تداعيات إيقافه لعام ونصف العام؛ لتناول مادة محظورة بداية العام 2022؛ ما يعني أن مسيرته المهنية قد تكون انتهت، وهو لم يبلغ الثلاثين من عمره؛ لأسباب لا نعرفها، لكن الإهمال أحدها دون شك.

أستطيع القول إن الأستاذ محمد عبده يعلّمنا درسًا بأن الانضباط والإخلاص والالتزام واحترام العمل هي القيم الأساسية لنجاح وازدهار مسيرة الإنسان مهما تقدَّم به العمر.