يوسف الحربي

في فترات سابقة، وبعدة مقالات هنا، تمَّ التنويه بأهمية المنطقة الشرقية، وأهمية المبدعين في جميع المجالات، والكتابة عنها؛ لتكون عاصمة الفن، وهي تطلعات المهتمين والمختصين بالفنون والإبداع، ها هي بأسبوعين فقط نشاهد تفاعلًا بين المؤسسات المجتمعية والثقافية والتعليمية والخاصة، والتي تجاوزت الـ٢٠٠ وتقدم ٤٠٠ فعالية بمبادرة الشرقية تبدع، والتي يقودها وينظمها الصرح العالمي مركز الملك عبدالعزيز الثقافي والعالمي - إثراء.

هذا التفاعل بين الجهات والمتلقين والمثقفين والفنانين والممارسين بمختلف الفئات، يأتي من اهتمام ورعاية مُلهم المنطقة، وقائد النجاحات صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية.

جاءت هذه المبادرة برحلة مواصلة للنجاحات السابقة، بالتزامن مع بقية البرامج الثقافية، ومواسم الإبداع برنامج تنوين، حتى يكون الجو الثقافي العام محفوفًا بالتنوع والانسجام والتوافق الذي يهدف إلى تركيز كامل للوعي بالجماليات والفنون وأهميتها؛ خدمة للثقافة الوطنية.

وتتنوَّع هذه الإبداعات في المنطقة، حيث تستقطب أذواق المشاركين حسب الاهتمام تناغمًا مع فكرة الإبداع أخذًا بعين الاعتبار كل ما يخص الجودة في الإنتاج والفكرة المتجدّدة في الابتكار، وبالتالي خلق منافذ جديدة للبحث انطلاقًا من الأصالة الأولى التي تُميِّز المنطقة، وهنا كانت مجالات المشاركة متنوعة بين التواصل والبحث وتصميم المنتجات، صناعة المحتوى، الأنشطة التفاعلية، تصميم الطعام، اقتصاد الإبداع، العمارة، الأزياء، الحِرَف والفنون البصرية.

وستكون هذه المساهمات والمشاركات مرتبطة أيضًا بالتطبيق والتفاعل من خلال ورش العمل، واحتواء المواهب وتوجيهها نحو الخبرة والاحتراف، وذلك ضمن مسارات التعليم من خلال الورش والندوات.

كما تسعى هذه المبادرة إلى خلق مساهمة متوافقة بين فكرة الإنتاج وفكرة العرض والتقديم والتسويق والجودة التي تستثمر في مجالات الإبداع، وبالتالي تخلق همزة الوصل المتماسكة بين الثقافي والاقتصادي، حتى تكون للإنتاج جدواه وجودته ونجاعته خدمة للاقتصاد.

الشرقية تبدع.. الشرقية تتفاعل.. الشرقية تنتج إبداعًا وثقافة... والجمهور يتذوق ثقافة سمعية وبصرية وأدائية.. الشرقية حاليًّا على قدم وساق من خلال احتضانها في محافظة القطيف مهرجان القطيف الدولي للأدب، والذي سيتم بجهود ولاة الأمر، وإمارة المنطقة الشرقية، ووزارة الثقافة، وجهود اللجان، وأهالي المنطقة ومبدعيها، وتسجيلها في اليونيسكو كإحدى المدن الإبداعية في العالم.