علي بطيح العمري يكتب:

تتعرض الأجيال الحالية على مستوى الأفراد والأسر إلى أخطار تُحدِق بها من شتى الاتجاهات. وقد سألتُ قرائي الكرام عن الأفكار التالية: (الإلحاد، والنسويات، والشذوذ الجنسي وصناعة التفاهة). وأيها أشد خطرًا على الأجيال..

طبعًا لنتفق ابتداءً أن هذه الأربعة هي سموم العصر وحروب تستهدف المجتمعات الإسلامية، وتشكل خطورة على الأسر، وعلى أفكار الشباب والشابات.

اتفق القراء على أن الشذوذ الجنسي هو الأخطر، ثم فكر النسويات؛ لأنه يستهدف المرأة وهي نصف المجتمع، ثم (التفاهة) والإلحاد.

الإلحاد مذهب يقوم على فكرة العدمية التي تنص على إنكار وجود الخالق، وأن الكون وُجد عن طريق الصدفة، بعض ملحدي العرب قد يتلطف في إلحاده فلا يُنكر وجود الله، لكنه يُنكر القرآن والرسل والإسلام.. وهو فكر موجود في الإعلام الرقمي.

أما فكر النسوية فهو يؤمن بأن الأسرة صفقة خاسرة لا يستفيد منها إلا الرجل، أما للمرأة فهي قيد وأعباء وحصر لدورها في الإنجاب والرعاية.. لذا يقوم فكر النسويات على تحريض المرأة للتمرد على أسرتها وثوابتها الدينية والاجتماعية.

الشذوذ الجنسي.. لم تنتكس الفطرة بشكل علني إلا في زمن قوم لوط والعصر الحديث.. دول ومنظمات عالمية تعمل على تصدير الشذوذ للعالم، بدءًا بألعاب الأطفال، ومرورًا بالرياضة والأفلام.. المجد الحقيقي اليوم للثابتين على فطرهم دولًا وأفرادًا.. فالعالم في حرب شرسة مع الشذوذ، وأولى مراحلها تغيير المسميات؛ إذ يسمونها مثلية، أو مجتمع الميم، والقرآن وصفها بالفاحشة.

زمن مخيف في تسارع انحطاط الأخلاق والهدف «تخريب» فطرة الناس التي فُطروا عليها.

أما نظام «التفاهة» فصار يتعاظم وينتشر، فطبقة الأشخاص التافهين تسيطر على معظم مناحي الحياة، وبموجب ذلك يتم الاحتفاء بالرداءة والوضاعة بدلًا من الجدية والجودة..

العالم صار قائمًا على صناعة هذه الثقافة، بل ويدفعها لتسود، وهناك مصانع للتفاهات الثقافية، ومثلها للتفاهات السياسية، وأخرى للفنون التافهة... إلخ.. في عصر التفاهة يلفت انتباهك تحوُّل الإنسان التدريجي من صاحب حرفة يتكسَّب منها إلى (مهرج) يتعرَّى عقليًّا وجسديًّا وأخلاقيًّا ليكسب الشهرة!

عالم التفاهة، ومَن يقف وراءه بالتأييد والنشر، هدفه كسر الثوابت والمعتقدات الدينية أو القِيَم الأصيلة، وجعل الحياة بلا ضوابط والدفع بالمجتمعات للانقياد الأعمى نحو هذا العالم، عبر تزيينه وتيسير الولوج إليه.

قفلة:

قال أبو البندري «غفر الله له»:

في حياتنا.. صار حال الواحد بجانب دعائه: اللهم ثبِّتنا على «ديننا»، مطلوب منه أن يقول: اللهم ثبتنا على «عقولنا وإنسانيتنا»!

@alomary2008