تركي العوفي

تشير إحصائيات الطلاق التي نشرت في صحيفة اليوم الأسبوع الماضي إلى ارتفاع مهول في المعدلات اليومية لحالات الطلاق في المملكة بنسبة صادمة تصل إلى سبع حالات طلاق في الساعة الواحدة!.

هذه النسبة بالتأكيد مؤشر خطير لحدوث كارثة اجتماعية تعصف بأهم الركائز الأساسية لبناء الدولة والمجتمع، ومنذ تفشي ظاهرة الطلاق التي برزت في مجتمعنا خلال السنوات الأخيرة لم تواجه من قبل المختصين أو من مؤسسات المجتمع بالتصدي لها أو تحجيمها قدر الإمكان بل إن مؤسسات المجتمع اختفى دورها تماما في هذا الجانب.

وأسهم بعض المنظرين لهذه الظاهرة بتفاقمها وتعقيدها إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه. ونحن الآن أحوج ما نكون فيه من أي وقت مضى إلى بذل الجهود الرامية لتكثيف التوعية المستمرة لدى الجنسين بأهمية بناء الأسرة وما يترتب على تكوينها من منافع عظيمة دينية ودنيوية تعود على الفرد والأسرة والمجتمع، وكذلك خطورة الطلاق وما ينتج عنه من أضرار جسيمة على الفرد والأسرة والمجتمع أيضا.

وتبدأ التوعية بدءا من الأسرة التي تعتبر هي الحجر الأساس لبناء المجتمع، يأتي بعدها دور المسجد الذي نتمنى من أئمة المساجد وخطباء الجوامع التركيز المستمر دون توقف في النصح والتوجيه والإرشاد والتحذير من مغبة هذه الظاهرة وأن يبالغوا في ذلك.

ومن الواجب على المدارس والجامعات أن يكون لهم دور بارز في نشر التوعية من خطورة الطلاق على المجتمع والوطن بأكمله من خلال المحاضرات والندوات وتوزيع البروشورات بين الفينة والأخرى على الطلاب والطالبات كما أنني أقترح أن يكون هناك منهج دراسي لبناء الأسرة والحياة الزوجية بشكل عام يخصص لطلاب المرحلة الثانوية وطلاب الجامعات.

@turkialaofi