صالح بن حنيتم

مع التقدم الهائل في أغلب جوانب الحياة، صاحبه ارتفاع الوعي السلوكي المجتمعي في الكثير من التصرفات في كيفية التعامل مع الانفتاح بانفتاح، ومَن يتجه لأي مكان عام، سواء كان مجمعات تجارية أو مطاعم ومقاهي وملاهي، يجد العوائل مستمتعة بالأجواء، والأطفال يسرحون ويمرحون، تكسوهم البهجة والطمأنينة، والشباب أصبحت لديهم خيارات متعددة للمتعة والترفيه، ومع وجود الأنظمة الصارمة لمَن قد تسوِّل له نفسه الخروج على القانون، لم يعُد للمنع مكان عند مداخل الأسواق والحدائق العامة، فلا أصوات عالية، ولا خلافات، ولا (هوشات) إلخ.

ولكن مع اختفاء الكثير من السلوكيات التي لا تتماشى مع الذوق العام، ما زال هناك بعض السلوكيات غير الحضارية يقترفها صنفان من البشر، نشاهدهم عند صالات القدوم في كل مطار، والصنف الآخر عند مداخل معارض السيارات في كل مدينة..

فصنف صالات القدوم نجد الواحد منهم بعد عملية مسح بصري سريعة على وجوه القادمين، ثم يقترب منهم على استحياء، ومن ثم يهمس بكل أدب تاكسي يالطيب، وما إن يُقال له شكرًا حتى يبتعد، وهؤلاء الشباب ممَّن (يتكّس)، نلتمس لهم العذر عندما يبحثون عن لقمة عيش حدتهم الظروف، ويريدون أن يوجدوا لهم دخلًا إضافيًّا من هذه المشاوير؛ لتحسين دخلهم؛ لأنهم قد لا يستطيعون تفعيل تطبيقات التوصيل؛ نتيجة عدم مطابقة مواصفات المركبة أو وجود مخالفات عليهم، وإذا لم يوجد حل للقضاء على هذا المشهد، فأقترح أن يوجد مكان خاص لهؤلاء الشباب، وإيجاد لوحات يُكتب عليها (تاكسي خاص)، فمَن يُرد أن يستقل سيارة من المطار عن طريق (الكدادة) فلديه الخيار، وأنا هنا لا أعطي شرعية لهم، بل مقترحًا وقتيًّا في حالة فشل كل المحاولات؛ لمنعهم حتى لا يبقى الحال كما هو عليه؛ لأن وقوفهم أمام بوابات القادمين مشهد غير حضاري، ولا يتناسب مع بلد انفتح للعالم، وبدأ يرسم لوحات سياحية جميلة عن جوانب حياتنا وثقافتنا، والمطارات بوبات لكل بلد.

نأتي على الصنف الآخر، الصنف المتعِب ممَّن يقف على الطرق والمنافذ المؤدية لمعارض السيارات لساعات طويلة دون كلل أو ملل من مواصلة رفع اليد لإيقاف عباد الله المتجهين إلى المعارض ولديهم قوة صبر وقوة التحام في باب المركبة لدرجة (الغثاثة)، زاد عن قوة (اللزقة الشهيرة) بقوتها!!

هؤلاء يرفعون الضغط، وينطبق عليهم لقب النشبة!! وبحكم وجود مدخل معارض السيارات بالدمام على طريق المقبرة، ما إن نستبعد أن يتم إيقاف سائق الإسعاف الذي يحمل جثث الموتى، فهم يتنافسون في سباق محموم في إيقاف عباد الله دون تفريق، وهذه ليست مبالغة. والحل مع هؤلاء الذين شوَّهوا صورة أصحاب المعارض الذين لا يقبلون هذه التصرفات، وشخصيًّا أعرف عددًا كبيرًا من أصحاب المعارض محترمين ومحترفين، ومستائين من تصرُّفات هؤلاء المنتشرين عند مداخل المعارض.

الحل في التخلص من هذه الظاهرة أن تقوم الجهات المعنية بما في ذلك جمعية الذوق العام في تفعيل حملات علنية وسرية مع رقابة مشددة من قِبَل الدوريات الأمنية أو المرورية، بحيث يتم إنذار مَن يتواجد بتلك الأماكن، ومَن يعاود التواجد يُعاقب، وبهذا نُنهي هذا المشهد غير الحضاري.

@saleh_hunaitem