عقيلة الستراوي

التخطيط هو مهمة إدارية يشمل وضع الأهداف وإنشاء استراتيجيات لإنجاز تلك الأهداف وتطوير الأهداف لتكامل وتنسيق نشاطات العمل، ويصنف التخطيط للأهداف من أهم الأشياء في حياتنا، لأنه ينظمها ويدرسها بشكل كامل قبل حدوثها. الأمثلة دائما توضح المعنى كما قال الله تعالى وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ، لنفترض أن طالبين لديهما اختبار أكاديمي، الطالب الأول حدد جميع الدروس الشاملة وخصص وقتا افتراضيا لإنجاز مهمة الدراسة، أما الطالب الآخر فلم يحدد أهدافه وبدأ يدرس بعشوائية دون أي انتظام. من منهما سوف ينجز بشكل أكبر؟ بالتأكيد الطالب الأول لأنه خطط جيدًا. سوف تسأل لماذا نخطط لأهدافنا؟ لأن التخطيط للأهداف يزودك بالاتجاه الصحيح نحو الوصول للهدف المطلوب وإنجازه بفاعلية، ويقلل من نسبة حدوث الأشياء غير المتوقعة والمفاجئة، فبالتالي سوف تنجز أسرع وبشكل أفضل ولأنه يزيد أيضا من الكفاءة والإنجاز إذا تمت ممارسته باستمرار، لا شك أنه يوجد الكثير من فوائد التخطيط وهذه بعضها.

ومن المؤسف جدًا أن الكثير في حياته العملية والعلمية قد لا يخطط للأهداف بحجة أنه لا يمتلك الوقت الكافي أو غيرها من الأسباب التي تمنعه من التخطيط الجيد للأهداف، هنالك العديد من العقبات التي ستواجهها في رحلتك الدراسية أو حتى اليومية أينما ذهبت، وهناك عقبات لا يمكن الالتفاف حولها، ستواجه الكثير من القيود والظروف والعديد من الأشخاص المحيطين بك والتي ستصر جميعها على أنك «لا تستطيع». فلا جدوى أن هذه العقبات ببساطة ليست إلا جزءا طبيعيا من العملية، ومع ذلك فالعقبة الأكبر التي ستواجهك على الأرجح هي ذاتك، بالتأكيد إن السبب الرئيسي الذي بإمكانه أن يقف عائقًا بينك وبين ذاتك وبين تحقيق نسبة كبيرة جدًا من أحلامك وأهدافك وطموحك هو عدم التخطيط، بل يمكنك إنجاز وتحقيق معظم أهدافك التي تضعها لنفسك وتخطط لها جيدا، ولذلك الأشخاص الذين لا يخططون قد يعانون من الحياه غير المنظمة بشكل جيد لأنها لم تُدرس بانتظام كما في التخطيط، بالعكس تماما، لو أنك مارست التخطيط وتدربت عليه، قطعًا سوف يتغير تفكيرك. فعندما تصبح مخططا ومنظم الأفكار وكثير الإنجاز فسوف تعتاد على الترتيب والتنظيم وسرعة الإنجاز والكفاءة والإبداع، فالفرق الوحيد بين الناجحين والفاشلين، أن الناجحين تعلموا من أخطائهم وطوروا استراتيجياتهم باستخدام التخطيطات للعمل قبل الشروع فيه. فكلما خططت بشكل أفضل، تعلمت وأبدعت وتميزت.