علي بطيح العمري

@alomary2008

يقول الله تعالى عن رسوله عليه الصلاة والسلام: (ولو كنت فظًّا غليظ القلب لانفضوا من حولك).. هذا في حق الرسول المؤيد بالحُجج والمعجزات، وفي حق دعوة الناس إلى الإيمان.. لو كان الرسول فظًّا أي سيئ الخُلق وغليظًا أي قاسي القلب، لفر الناس منه... فكيف بنا في علاقاتنا وتعاملنا مع الناس؟!

الناس يختلفون، هناك ناس محبوبون؛ تحب أن تجلس معهم، ترتاح لرؤيتهم، تسعد بلُقياهم، تهوى المزاح معهم.. تُنصت لحديثهم، لا تمل من الجلوس معهم.. وفي المقابل هناك ناس لا يعجبونك، لا ترتاح لوجودهم، بودك ألا تلتقيهم، لا ترغب حتى في التواصل معهم..

لماذا كان أولئك محبوبين وهؤلاء مكروهين؟ السبب لا يعود لذواتهم إنما يعود لأخلاقهم..

الناس يحبون:

* مَن يبتسم لرؤيتهم ويلاطف أرواحهم..

* مَن يُنزلهم منازلهم دون استخفاف أو استكبار..

* يرتاحون لمَن يحلم ويعاملهم برفق.

* يحبون مَن ينصحهم بطرق ذكية دون تجريح لمشاعرهم.

* يحبون مَن يلتمس لهم الأعذار، ويتسامى عن الزلات.

* يحبون مَن يكون رائعًا في التعامل معهم، ويمد لهم يد المساعدة.

* يحبون مَن يملك ذكاءً اجتماعيًّا يعرف الطرق التي يحبونها، فيسلكها معهم، والطرق التي تغضبهم فيتجنبها.

* يحبون مَن يشاركهم الرأي، ولا يصادر آراءهم، ولا يقاطع حديثهم.

* يحبون مَن يتعامل بسجيَّته دون تصنُّع وتكلُّف أو نفاق.

* يحبون مَن يراعي شعورهم، وينتبه لمشاعرهم، ومَن يشاركهم ويواسيهم، ولو بكلمة، فالكلمة الطيبة تصنع قلبًا وترمم روحًا.

هذه مجرد أمثلة لصفاتٍ تجعلنا محبوبين ومقبولين اجتماعيًّا، فكل إنسان يحمل في داخله مسببات الجذب والكراهية.. وهو المسؤول عن اختيار ما يُظهره من شخصيته للناس.

هذه الصفات العشر، وغيرها الكثير، تجعل مَن يملكها محبوبًا، ومَن يتصف بها يكون عند الناس أكثر حبًّا وقبولًا، لا يمكن نسيانه بسهولة.

الصفات الرائعة تستطيع ملاحظتها في الناس، وتستطيع أن تطبّقها وأن تقتبس من أخلاقهم على قول الشاعر:

تشبهوا بهم إن لم تكونوا مثلهم

إن التشبه بالكرام فلاح

* قفلة:

قال أبو البندري غفر الله له:

إياك أن تعتبر الأخلاق شيئًا عاديًّا وأمرًا جانبيًّا.. ألم تقرأ قول النبي عليه الصلاة والسلام: إن المؤمن ليدرك بحسن خُلقه درجة الصائم القائم، الأخلاق؛ أقل كلفة وأبقى أثرًا!