اليوم - الدمام

مريم رجوي: في هذه اللحظة الحرجة لا تتركوا شعبنا وحیدا

وجَّهت الرئيسة المنتخبة من قِبَل المقاومة الإيرانية مريم رجوي رسالة، أمس الأربعاء، إلى المؤتمر الحقوقي بمقر الأمم المتحدة في جنيف مطالبة «المجتمع الدولي بمساعدة الانتفاضة الوطنية لأبناء شعبها ضد نظام الملالي»، مشددة على أن هذا المؤتمر ينعقد بوقت تجري فيه مواجهة دامية بين المواطنين العُزَّل بمواجهة نيران الطغمة الحاكمة.

حقوق الإيرانيين

وفي رسالتها قالت رجوي: باسم مقاومة الشعب الإیراني، أناشد شعوب العالم لمساعدة المحتجين وأؤكد علی المطالب التالیة: «أولا، الاعتراف بحق أبناء الشعب الإيراني في الدفاع والنضال من أجل إسقاط الدكتاتورية الدينية وإرساء الديمقراطية وحقوق الإنسان في إیران»، «ثانيا، اتخاذ إجراءات فورية لمنع استمرار عمليات الإعدام والقتل ومن أجل الإفراج عن السجناء السياسيين».

وعن المطلب الثالث تضيف رجوي: «إحالة موضوع مجزرة انتفاضة سبتمبر وقضية أربعة عقود من الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية من قبل هذا النظام، بما في ذلك مجزرتا 1988 و2019، إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وتقديم قادة النظام، خاصة خامنئي ورئيسي للعدالة».

وشددت الرئيسة المنتخبة من قِبَل المقاومة الإيرانية على أنه حان الوقت لأن يقف العالم إلى جانب نضال الشعب الإيراني ضد جرائم الفاشية الدينية وتحقيق الديمقراطية وحقوق الإنسان، وزادت: «هذه رغبة الشعب الإيراني وحاجة العالم والمنطقة للسلام والأمن».

الفقر والجوع

وتضيف رسالة رجوي: «شعبنا عازم على إسقاط سلطة النظام التي أعادت البلاد إلى الوراء، وأنفق ثروات الشعب على الإرهاب، والحروب بالمنطقة، والبرامج الصاروخية والنووية، وتوسيع وتمدد قوات الحرس والمؤسسات الأمنية القمعیة»، وتابعت: «فرض هذا النظام على المرأة الإیرانیة حياة قاسية، وحرم الشباب من حقوقهم الأساسية، وترکهم في فقر وجوع».

وأوضحت إلى أن هذه الانتفاضة الشعبية هي الثالثة هذا العام، واستدركت: «لكنها الأكبر بالسنوات الأخيرة، فهذه الاحتجاجات انتشرت على نطاق واسع في جميع محافظات البلاد الـ31، وكان قتل الشابة مهسا أميني الشرارة الأولی لهذه الثورة».

ولفتت الرئيسة المنتخبة من قِبَل المقاومة الإيرانية إلى أن قوات النظام في مواجهة هذه المظاهرات أطلقت النار على المحتجين العُزَّل، كما لجأت إلى القتل والتعذيب، في حين أمر جميع مسؤولي النظام علنًا بـ«القمع الوحشي».

وأشارت إلى مقتل مئات من الشباب في الشوارع، على يد قوات الحرس التابعة لخامنئي، وتواصل: «بحسب مقاطع الفيديو والوثائق، فإن القوات القمعية تطلق النار بلا هوادة على المتظاهرين».

الخيار الوحيد

وتأسفت مريم رجوي على تأييد منظمة العفو الدولية لمقتل الأطفال في بلادها دون تحرك رسمي أو إجراء فوري مناسب بشأن تلك الجرائم والانتهاكات التي يضعها نظام الملالي «خيارًا وحيدًا» أمام المحتجين.

وقالت: «هناك اعتقالات واسعة النطاق وسط الشباب»، كما لفتت إلى ضرب المتظاهرين وتعمد إصابتهم بـ«الرصاصات الكروية» التي تتسبب بحالات «عمى مؤقت»، إلى جانب قطع الإنترنت لمنع وصول أخبار المجازر إلى الخارج.

وانتقدت صمت المجتمع الدولي، وقالت: «للأسف، فإن ردود الفعل العالمية على هذا القمع الوحشي والواسع النطاق بقیت محدودة»، وتابعت: «تظهر التجارب السابقة أن الملالي يعتبرون صمت المجتمع الدولي وتقاعسه عن العمل بمثابة رخصة لمواصلة القمع».

وأعدم الملالي ثلاثین ألف سجين سياسي بمجزرة عام 1988، كما قتل أكثر من 1500 شاب خلال انتفاضة 2019، وفي العام الماضي، أعدمت طهران ما يقارب 550 سجينًا.

وختمت بقولها: «مطالبنا من المجتمع الدولي بألا يسمح للملالي بارتكاب مجزرة أخرى»، مشددة أيضًا: «في هذه اللحظة الحرجة، لا ينبغي للعالم أن يترك الشعب الإيراني وحیدًا».