الوكالات ـ اليوم -القاهرة

حمساويو غزة يستعجلون وقف إطلاق النار و«دمشقيون» يتشددون

يجري وفد من حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية «حماس» محادثات في القاهرة مع المسئولين المصريين حول مبادرة مصرية من ثلاث مراحل لوقف إطلاق النار في غزة.ولاحظ مسئول مصري أن أعضاء وفد الحركة القادمين من غزة يستعجلون وقف إطلاق النار وإنقاذ مدينتهم. بينما يبدي اعضاء وفد الحركة القادمين من دمشق تشدداً.ويضم وفد حماس في القاهرة ثلاثة مسؤولين من غزة هم ايمن طه وجمال ابو هاشم وصلاح البردويل واثنين من اعضاء المكتب السياسي المقيمين في دمشق هما محمد نصر وعماد العلمي.ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية أمس عن دبلوماسي مصري رفيع طلب عدم ذكر اسمه، قوله ان «مندوبي حماس الذين يأتون من دمشق يسمحون لانفسهم بترف الانتظار في حين ان اولئك الذين يأتون من غزة يبدون اكثر تعجلا في البحث عن مخرج». ويبدو أن ذلك ما فسره وزيران إسرائيليان بـ«خلاف» داخل حماس بين «الحمساويين الغزاويين» الذين يرغبون بإنهاء الحرب سريعاً و«الحمساويين الدمشقيين» الذين يحثون على الاستمرار في المواجهة والصمود.وقال رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية في خطاب تلفزيوني يوم أمس الأول «إننا منفتحون على أي مبادرة توقف الحرب وتنهي الاحتلال وترفع الحصار» مما مثل نبرة أقل تشدداً من خطابات مسئولي حركة حماس في دمشق الذين أدلوا بتصريحات متشددة إزاء المبادرة المصرية وقرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار.واستؤنفت الثلاثاء في القاهرة المحادثات التي وصفت بانها «حاسمة» بين وفد من حركة حماس ورئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان.وتنتظر القاهرة من الحركة موافقة سريعة على مبادرتها لانهاء الحرب في غزة وتامل في ان يتم اعلان وقف اطلاق النار سريعاً.وقال الديبلوماسي المصري الذي يتابع عن كثب المشاورات الجارية «اننا نعمل بجدية مع حماس وينبغي ان تنتهي هذه الضبابية وان يقولوا نعم الان لمبادرتنا».واضاف «مصر تأمل في ان يتم ايقاف آلة الحرب الاسرائيلية خلال بضعة ايام وان تتوقف المذابح» في قطاع غزة حيث سقط اكثر من 900 قتيل منذ بدء الحرب التي دخلت الثلاثاء يومها الثامن عشر أمس.وقال ان اسرائيل «توافق على ما يبدو الان» على المبادرة المصرية وفق مؤشرات عدة ولكن حماس تجد صعوبة في اعلان قبولها لها.واعتبر الديبلوماسي المصري ان «المشكلة انه حتى الان لم تكن هناك مفاوضات حقيقية، ولم تكن هناك ردود واضحة من جانبهم».وكان ثلاثة من اعضاء وفد حماس عادوا مساء الاثنين الى القاهرة بعد مشاورات اجروها مع قيادة الحركة في دمشق.واوضح الدبلوماسي ان من بين الخلافات التي لم تتم مناقشتها بالتفصيل بعد مسألة وجود قوة مراقبين متعددة الجنسيات لمراقبة حدود غزة مع مصر ومدة الهدنة.واكد ان «حماس تقول انها لا تريد هذه القوة بينما اسرائيل تريدها والدولة العبرية تريد هدنة دائمة اما حماس فترغب في هدنة محددة المدة، ستة اشهر على سبيل المثال».وقال ان المفاوض الاسرائيلي عاموس جلعاد «في حالة انتظار» للعودة الى القاهرة. وكان ارجأ الاثنين مقابلة مع اللواء سليمان وهو المسؤول المصري عن الملف الفلسطيني-الاسرائيلي.وكان جلعاد وسليمان مهندسي الهدنة السابقة بين حماس واسرائيل التي انتهت في التاسع عشر من كانون الاول/ديسمبر الماضي.وصرح الدبلوماسي المصري «يبدو لنا من خلال عدة مؤشرات ان اسرائيل تقبل خطتنا ولكنها ليست مستعدة لاعلان ذلك ».وتابع «ان مفهوم الهدنة الجديدة لا يختلف عن الهدنة السابقة ولكن اضافة الى اتفاق الطرفين على وقف العنف ينبغي ان تكون هناك ضمانات ومراقبة متعددة الجنسيات».وينبغي ان تكفل هذه الضمانات وترتيبات المراقبة «تأمينا للحدود» اي وقف تهريب السلاح الذي يغذي حماس وهو ما تطلبه اسرائيل و»فتح المعابر ورفع الحصار» وهو ما يطالب به الفلسطينيون.وتقضي المرحلة الثالثة من الخطة المصرية بمصالحة بين حركتي فتح وحماس تفضي الى تشكيل حكومة وفاق وطني.ولم ترفض حماس المبادرة المصرية ولكنها قالت ان لها تحفظات عليها.وقال قائد حماس في غزة اسماعيل هنية يوم الاثنين ان الخطة المصرية يجب ان تضمن «انسحاب القوات الصهيونية» و«وقف العدوان» وفتح المعابر وانهاء الحصار.